الدفاع هو الحركة الذاتية او رد الفعل لفعل مضاد هو الهجوم وهو يعني الفعل الواجب على اي من الكائنات الحية عندما يتهدد خطر ما حياتها او اي جزئية من اساسياتها وقد يكون الدفاع بحركة فطرية او عفوية او مخطط لها وهذه الاخيرة يختص بها الكائن المفكر ومن هنا يكون الدفاع عملية مشروعة لكل الكائنات الحية بشرط الفعل الاخر وتشمل مهمة الدفاع كل مكونات الكائن الحي عندما يكون الغرض من الطرف الاخر المهاجم هو نقض الحياة المادية لتلك الكائنات حين تكون هنا مهمة ادوات ووسائل الدفاع هي الحفاظ على صفة الحياة.
ومن المقدمة السابقة اردت ان انتقل الى حقيقة مشروعية الدفاع لدى اي انسان او مجتمع عندما تتعرض مكونات حياته المادية والفكرية للخطر. ويكون الدفاع مشروعا ايا كانت انبعاثاته عفوية يجتمع عليها جميع افراد المجتمع او الامة بكل مكوناتها المادية والمعنوية كل بحسب موقعه وامكانياته ولضمان هذه الشمولية في مسؤولية الدفاع كان لزاما على قادة الامة تحريك الوازع الذاتي للدفاع عند كل افراد الامة وهذا لا يتأتى الا من خلال المشاركة في صنع القرار او اي عمل يختص بمستقبل الامة السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي وذلك نابع من حقيقة ان اي انسان او حتى الحيوان لا يكون مستعدا للوصول الى اقصى درجات التضحية في سبيل اي قضية او امر مالم يكون مقتنعا بان دفاعه عن قضية او عن اي امر مادي او معنوي يخصه ويمتلكه او على اقل تقدير يكون مشاركا في ملكيته.
ان مبدأ المشاركة والعمل الجماعي ليس بدعة ولا هو نظرية فلسفية ابتدعها احد من البشر بل هو جزء من التركيبة الجسدية والنفسية التي اودعها الله سبحانه وتعالى في مخلوقاته واكد عليها في كتبه التي انزلها على رسله الى بني ادم عليه السلام واذا كان فكر الانسان امتدادا مرتبطا بفكر وتاريخ من قبله ومن بعده عبر تاريخ البشرية فان الانسان بتكوينه المادي مستقل استقلالا تاما وغير مرتبط بغيره، ووجوده وفعاليته ـ في اي بناء او عمل يتطلب مشاركته ـ يجب ان يأتي من ذاته المنفردة ولا يمكن ان يكون هذا الوجود والمشاركة قد اتى من رأي مسبق ولا رأي لاحق خارج عن نطاق ذاته لذا وجب على قادة الاوطان والامم مهما كانت صفتهم واهليتهم الا يصادروا حق اي فرد في المشاركة في الرأي والتعبير فيما يخص حيثيات الحياة افرادا او جماعة خصوصا اذا كان الامر يمس مصير كامل الامة ومستقبلها السياسي والاقتصادي، والرجوع في القرارات المتعلقة بتلك القضايا الى مبدأ المشاورة والاستفتاء والتصويت والاخذ برأي الاغلبية في نهاية المطاف وذلك لضمان المشاركة والمسؤولية الجماعية في فعل الدفاع عن كيان الامة وقيمها ومكتسباتها وليكن مثلنا الاعلى قول الله لرسوله عليه الصلاة والسلام (فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر).. الاية. عبدالله ابراهيم الزهير