أينما التفت في شوارعنا هذه الأيام تشاهد صورا لأناس تجمع بينهم حلاوة اللقاء التي لاتتم الا بشراب التوت المشهور والذي ارتبط لدينا بافطار الصوام وبالتالي اصبح علامة من علامات هذا الشهر الفضيل ولكن من الجانب الشهواني الاستهلاكي.. وتلتفت في شوارع اخرى فتجد اعلانات السمبوسة تحيط بك من كل جانب وكأن ميزة هذا الشهر في سفرته لا أقل ولا اكثر. وهذا في الحقيقة امر مخجل ان نكون نحن اهل الارض الطيبة التي حباها الله بنعمة ما منحها لغيرنا باستئماننا على الحرمين الشريفين لانجد ما نرمز به لأيام تظللها الرحمة والمغفرة وتحف بها ابواب الخير سوى الأكل والشرب!! لفت نظري احد الاخوة الى هذا وهو يذكرني بفانوس رمضان في مصر ولما كنت لا اعرف الحكاية التاريخية لهذا الفانوس حاولت أن استخلص اسرار رموزه.. اقصد الفانوس وليس هذا بصعب فلربما كان الفانوس يستخدم قديما بكثرة لاضاءة الشوارع في رمضان تحديدا دون بقية الشهور التي تظل لياليه حية بالصلاة والدعاء دون سائر الليالي ولربما يشير هذا الى الأنوار الروحانية التي تغلف نفوس العباد بعد ان تفرد جناحيها على الخير العام في ايام رمضان العامرة بأطايب الروح الانسانية.
الفانوس رمز جميل يعطي للمناسبة احترامها ويترفع بها عن حدود سفرة الطعام.
وقد حاولت ان ابحث عن رمز بسيط لليالي رمضان لدينا فوجدت انها جميعا ترتبط بالأكل وللاسف. فخطر على ذهني (مضرابة الهريس) ووجدت انها لاتناسب الا سكان الساحل الخليجي (وجرة الفول) لا تناسب الا اهل الحجاز. وبحثت في تاريخ المنطقة الوسطى فلم اجد سوى (الفطلي) ولا ادري لماذا يسمون المهلبية او المحلبية بهذا الاسم المستورد من سوريا الشقيقة ربما كانت بداية التطور الغذائي بدأت به. اما المنطقة الجنوبية فليس لدي اي معلومة حول هذا الموضوع. اذا ما من رمز معنوي مناسب مع اننا نملك اجمل الرموز فماذا مثلا عن صورة للمصلين او صورة لشخص يرفع يديه بالدعاء وماذا عن حمام الحرم ومآذنه وماذا عن القرآن الكريم وكرسيه. لدينا الكثير والكثير ولكن من يملكون القدرة لايأبهون الا للربح المادي ومن لايملكون ليس بامكانهم الا ان يكتبوا مقالا او يصمتوا.. آه تذكرت ماذا عن المبخرة وما يمكن ان ترمز له؟!