لا يستطيع المصاب باعتلال الشخصية بطبيعته قبول القيود التي يفرضها عادة عليه العالم الخارجي، فقد يكذب او يسرق او يهدد لتحقيق مايصبو اليه.. وهو غالبا مايكون عاجزا عن التعلم من التجربة ويستمر في توليد العداء على المحيطين به.. ومن الواضح ان يكون العديد من المصابين باعتلام الشخصية عاجزين عن تحمل المسئولية وعن الاستمرار في عملهم وعن اقامة علاقات طيبة مع الآخرين وقد يكون بعض المصابين جذابين في الظاهر ولكن دوافعهم الكامنة هي الانانية وتحجر القلب والوحشية احيانا ويمكن وصف اعتلال الشخصية بانه اعتلال عقلي طويل الامد قد يتحول او لا يتحول الى مشكلة للشخص المصاب به او للمجتمع الا ان بعض المصابين بهذا المرض يحققون نجاحا ماديا وابداعيا رغم هذا المرض ولكن غالبية المصابين هم من الاشخاص العاجزين الذي ينجرفون عن كافة مظاهر الحياة ويعبثون في تعاسة متواصلة تقريبا وقد يتحول بعضهم الى العنف عند الاصابة بالاحباط فينتهك عادة قواعد النظام الاجتماعي مثل هؤلاء الاشخاص يقضون معظم سنوات حياتهم اما في السجن او تحت رعاية الدولة.
ولا توجد حتى الآن اية طريقة فعالة لمعالجة اعتلال الشخصية ولكن يمكن معالجة الاعتلالات المترافقة التي يتعرض لها المصابون باعتلال الشخصية كالاكتئاب الشديد والادمان على الكحول والمخدرات. ورغم ذلك تظل الشخصية الاساسية للمريض كما هي وقد يصبح بعض الاشخاص الذين ينفرون من الاختلاط بالاخرين في حداثتهم اكثر نضوجا من الوجهة العاطفية عندما يبلغون منتصف العمر ومن المستحسن استشارة الطبيب المختص في حال اعتقدتم ان احد افراد عائلتكم يعكس اعتلالا في الشخصية فقد يساعد الطبيب باعطائكم التوجيهات الصحيحة للتعامل معه.
الاخصائية النفسية
د. سعاد الخطيب
