تغييرات جوهرية طفت على سطح الانشطة الاقتصادية والتجارية في الاسواق السعودية مع تباشير شهر الخير والبركة, فالعديد من المنتجات تجري عليه العروض المغرية خاصة تلك التي يكثر استخدامها او استهلاكها في رمضان.
اجهزة الاستقبال الفضائي (الدش) دخلت الاسبوع الماضي في حرب طاحنة للاسعار قدمت فيها المحلات بتنافس محموم عروضا مغرية لاجتذاب الزبائن نسبة لارتفاع درجة المشاهدة عند الزبائن في رمضان, اذ تحتل مشاهدة التلفزيون ومتابعة المسلسلات والبرامج ركنا هاما في الاجندة اليومية للاسرة. وقد استغلت محلات بيع الرسيفرات هذا التوجه لتمرير اكبر كمية ممكنة من الاجهزة من خلال العروض المقدمة للجمهور.
في جولة سريعة على بعض تلك المحلات في مدينتي الدمام والخبر وجدنا ان جميع المحلات تقريبا تقدم عرضا متشابها دون مميزات اخرى تتراوح جملة العرض بين 999 ريالا و960 ريالا شاملة جهاز استقبال لثلاثة اقمار والجهاز من نوع سيجنال او ستارسات بدون كروت اضافية الى جانب تلفزيون ماركة اكيرا مع ضمان ثلاث سنوات مع خدمة التركيب والضبط المجاني للاجهزة.
ورغم هذه العروض اللافتة الا ان السوق لا يزال يعاني ركودا ملحوظا. ووصف متعاملون الوضع هذا بالمؤقت خاصة ان العروض بدأت في النصف الاخير من الشهر حيث ينتظر انتعاش للسوق مع موعد استلام الرواتب.. بينما يرى آخرون ان العروض المعنية غير جاذبة للعائلات على وجه الخصوص لان الاسعار لاتزال مرتفعة وان الهدية المقدمة (تلفزيون) ليس من الماركات المعروفة رغم الضمان المصاحب له.
وابدت عدة وكالات عدم ارتياحها لهذه العروض التي تؤثر سلبا على مبيعاتها خاصة في هذا الشهر الذي ترتفع فيه نسبة الاقبال على الشراء بشكل كبير.
وقال مستهلكون ان العروض ليست شيئا جديدا في هذا القطاع حيث ظلت المحلات تقدم عروضا منذ عام تقريبا يتلخص في بيع جهاز استقبال (رسيفر) وطبق مع ثلاثة اقمار اضافة الى التركيب والضمان كل ذلك بمبلغ 500 ريال, وقد وجدت هذه العروض اقبالا واسعا خاصة بعد الضعف الظاهر الذي بدا على اجهزة الاستقبال العادية (انالوج) مؤخرا, وقاد هذا النجاح الى دخول العديد من المستثمرين الجدد في هذا القطاع خاصة داخل الاحياء الكبرى في المدن حيث تحول المستهلكون الى استخدام اجهزة الاستقبال (الديجيتال). هذا عدا العروض التي ظلت تقدمها الشركات الكبرى التي تمتلك فضائيات مشفرة والتي وصلت الى حد تأجير الاجهزة الى للمستهلك مقابل مبالغ زهيدة جدا على نطاق الرقعة الجغرافية التي تغطيها هذه الفضائيات.
تجدر الاشارة الى ان بعض محلات بيع وتركيب الاطباق الفضائية مازالت تقوم بعمليات كسر البرمجة والتشفير لبعض الباقات الفضائية بعيدا عن اعين الرقابة وذلك مقابل مبالغ متواضعة لا تتجاوز في بعض الاحيان العشرة ريالات.
وقدر عدد من اصحاب المحلات تحول المستهلكين الى نظام الديجيتال من النظام العادي بنسبة 90% واستهلاك الاجهزة ذات الكروت بنسبة 75% وتأكد هذا الاتجاه لتوافر من يقومون بفك التشفير في بعض المحلات.
وتحقق القنوات المشفرة خسائر سنوية تقدر بملايين الريالات جراء الاختراق غير المشروع لقنواتها بواسطة بعض (الهاكرز) المتخصصين في هذا العمل غير القانوني.