DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. خالد بن سعود الحليبي

د. خالد بن سعود الحليبي

د. خالد بن سعود الحليبي
د. خالد بن سعود الحليبي
أخبار متعلقة
 
بعد صخب شهور متطاولة.. ركضنا فيها في اتجاهات عديدة، وتحملنا فيه تبعات عظيمة يهل علينا الشهر الكريم، ليغسل قلوبنا، ويريح اعصابنا، ويهدئ انفاسنا، والسعيد من عرف حق شهره فلم يختمه الا برضوان الله عليه وعودته الى نقاء الطفولة وعزيمة الشباب، وانابة الشيوخ. رمضان شهر البركات، المؤمن فيه دائم التعلق بالله، قد خفف عن قلبه اثقال الارض، وتبعات الدنيا قد ألجم الصوم شهواته ونزواته وتعلق بالمسجد، فاذا دخله لم يرد الخروج منه الا لحاجاته واذا خرج فان قلبه يبقى معلقا به. نعم لقد حل رمضان في بيوتنا وهي تحفل بكثير من السمات الطيبة، والأعمال الخيرة، ومن طبيعة رمضان انه تزيد فيه فرص الخير والبر، ويتبارك فيه الوقت والعمل والاجر. ولكن رمضان حل في بيوتنا، فرأى - ايضا - بعضها مشوبة بالتقاطع والتنافر وضعف العلاقات بين الوالد وولده، والولد ووالده، وبين الزوج وزوجته، والزوجة وزوجها وبين الارحام بعضهم مع بعض. فهل يكون لرمضان لمسة الجمال الساحرة التي لا تمر على امر من امور حياتنا ماتت دهشته، الا بعثت فيه رائحة الحياة من جديد، وهل سوف ندع لرمضان ان يغسل دواخلنا حتى تنقى من كل دفائنها المريضة، وهل سوف نرحب برمضان ترحيب الصادقين المحبين للتغير الافضل في كل علاقاتنا الاجتماعية؟ هذا ما ينبغي ان نستشعره في هذا الشهر الكريم.. ان كل شيء يتغير حاله في هذا الشهر المبارك، حتى العبادات، الا ترى - على سبيل المثال - كيف ان اجر العمرة فيه مثل أجر الحجة، لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته قال لأم سنان الانصارية ما منعك من الحج قالت ابو فلان تعني زوجها كان له ناضحان حج على احدهما والآخر يسقي ارضا لنا قال فان عمرة في رمضان تقضي حجة او حجة معي. وقل مثل ذلك في سائر العبادات ولاشك ان اصلاح ذات البين من أجل العبادات، واعظم القربات، ولاسيما اذا كان الاقرباء يعيشون في بيت واحد، وتحت سقف واحد. اني اقول ذلك وجعبتي مملوءة بأسئلة الناس الممضة التي تحمل آهات المعذبات تحت سطوة الزواج، وآلام الصابرين على اذى الزوجات، وفجائع الآباء والامهات في فلذات الاكباد، وشكاوى الاولاد من جرائر تعاملات آبائهم وامهاتهم. فالكل يشكو ولا وقت للتفاهم ومراجعة الذات، والتبصر بالعلم والفطنة والرأي السديد. كل يقول: هذا حقي فكيف اتنازل عنه، والمخطىء هو فلم لا يستسلم للحقيقة والعدل، حتى ضاع الامر، وتشتت أسر، وكثرت حوادث الاحداث، حتى امتلأت بهم الاصلاحيات، وبلغت حالات الطلاق في عام واحد في بلادنا عشرة آلاف وثمانمائة حالة، تمثل اكثر من ربع حالات الزواج في اكثر المناطق، بل تزيد في بعضها. فهل سينتظر كل واحد منا حتى تتفاقم مشكلته لتكون بهذا القدر من الضخامة والنتيجة.. يارب سلم.. ولكن ما يحدث لغيري قد يقع لي، ما دمت اسير على الخط الذي سار عليه. رمضان حل بيننا.. فلم لا نستفيد منه في اعادة بناء اسرنا، وترقيع ما انفتق منها، اليس هذا هدفا يستحق ان يوضع أمام أعيننا لنسعى الى الوصول اليه.