يتهم تقرير يعده مجلس الشيوخ الامريكي حاليا وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) بالمبالغة في تصوير خطر الاسلحة والارهاب الذي زعمت ان نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يمثله، طبقا لما افادت صحــيفة واشنطن بوست.
واعربت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي في تقريرها الذي لا تزال تعكف على اعداده، عن دهشتها لكمية الأدلة الظرفية والمعلومات من مصدر واحد او المعلومات المثيرة للجدل التي تستخدم لكتابة وثائق استخباراتية هامة، طبقا لمصادر جمهورية وديمقراطية في الكونغرس الاميركي.
ويركز تحقيق مجلس الشيوخ الذي قالت الصحيفة انه يشبه تقرير مجلس النواب الانتباه على اجهزة الاستخبارات بدلا من مسؤولي البيت الابيض. الا ان الصحيفة قالت ان اللجنة منقسمة على نفسها بشدة حول القيام بتحقيق حول الطريقة التي استخدمت بها ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها في تصريحاتها العلنية حول العراق.
وصرح السناتور الديمقراطي جون روكفلر للصحيفة بانه يعتزم التحقيق فيما اذا كان بوش ونائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفلد وغيره من مسؤولي الادارة قد بالغوا في تصوير التهديد الذي يمثله العراق.
ولم يعثر التحالف، الذي اصر على ان العراق يخفي اسلحة بيولوجية وكيماوية وربما نووية تشكل تهديدا للعالم، على اي من تلك الاسلحة في العراق منذ اعلن بوش انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في الاول من ايار/مايو رغم استمرار البحث عنها. وادى عدم العثور على ادلة تثبت وجود تلك الاسلحة الى توجيه الانتقادات الى الولايات المتحدة وبريطانيا حليفتها في الحرب على العراق، وبدأ البيت الابيض والسي اي ايه باتهام بعضهما البعض على انهما مصدر المعلومات الاستخباراتية الخاطئة.
وكان بوش قد قبل اللوم علنا في 30 تموز/يوليو الماضي على زعمه في خطاب علني في كانون الثاني/يناير الماضي ان العراق سعى الى الحصول على اليورانيوم من افريقيا لصنع اسلحة نوويـة بعد ان ثبت عدم صحة ذلك الزعم.
ودافع المتحدث باسم السي اي ايه بيل هارلو عن اداء وكالته حول العراق وقال للصحيفة ان لجنة الكونغرس لم تسمع بعد شرحا شاملا حول كيف ولماذا توصلنا الى ذلك الاستنتاج. واضاف هارلو ان اللجنة لم تقبل عرضا من مدير السي اي ايه جورج تينيت للاستماع اليه والى عـدد من كبار المسؤولين في الوكالة.
وصرح السناتور الجمهوري بات روبرتس رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ان موظفيه قابلوا اكثر من 100 شخص جمعوا وحللوا معلومات استخباراتية استخدمت لدعم تصريحات الادارة حول الاسلحة العراقية.
واضاف انه لم يقل احد ممن تم التحقيق معهم انه تعرض للضغط لاحداث اي تغيير في عمله بشكل يتماشى مع وجهة نظر ادارة بوش.
واكد روبرت ان عمل اللجنة شبه مكتمل الا ان روكفلر اصر على ان التقرير لا يزال في مراحله الاولى ولن يتم الانتهاء منه حتى نهاية العام او حتى بعد ذلك.