في ظل التذبذب الحاد الذي يشهده السوق السعودي للأسهم المحلية في الفترة الأخيرة تنشط عمليات المضاربة، والتي راح ضحيتها كثير من المتداولين الصغار قليلي الخبرة. وفي الواقع فإن عمليات المضاربة أو البيع والشراء في فترات زمنية قصيرة، لا يتطلب معرفة المؤشرات الإقتصادية للسهم. بقدر ما يتطلب الوقت المناسب للدخول أو الخروج في عمليات الشراء والبيع، وفي هذه المقالة سنركز الحديث عن الاستراتيجيات التي يتبعها المضاربون من أجل تحقيق مكاسب كبيرة وسريعة، وهذه الاستراتجيات تعتمد بشكل كبير على شخصية المضارب ودقة اختياره ورقابته اللصيقة لمجريات وأحوال السوق والأحداث المحيطة، وسنختصر الحديث عنها في النقاط التالية:
1- ركز على اتجاه مؤشر السوق، حيث أن ارتفاع المؤشر سوف يؤدي الى الإقبال على الشراء وبالتالي على ارتفاع الأسعار بشكل عام والعكس صحيح.
2- من المعلوم أن أفضل أوقات الشراء هو عندما يتعرض المؤشر لانخفاضات متتالية لعدة أيام أو أسابيع، بحيث يكون قد وصل الحد الذي يوحي بأنه أصبح جاهزا للارتفاع نتيجة إحساس المتعاملين بأن الأسعار قد وصلت الى مستويات منخفضة جدا، وقد حان وقت الشراء وهذا الحد يسمى بالقاع في قاموس المحللين الاقتصاديين.
3- لا تتقيد بسهم معين عند الشراء، بل انظر الى أكثر القطاعات انخفاضاً نتيجة انخفاض السوق، ثم من داخل القطاع نفسه انظر الى أكثر الشركات انخفاضاً (انخفاض السهم نتيجة انخفاض السوق وليس بسبب مشاكل خاصة بالسهم نفسه) حيث أنه من المعروف أن أكثر الأسهم انخفاضاً نتيجة ضغط السوق هي أكثرها ارتفاعاً عند ارتفاع السوق.
4- لا تضارب على شركات متعثرة إلا إذا كان المناخ العام جيدا، وأسعارها متدنية مقارنة بالقيمة الدفترية للسهم، وكميات التنفيذ كبيرة على السهم.
5- لا تضارب على أخبار معروفة في أوساط السوق، فقد يكون السعر الحالي الذي وصل إليه السهم قد استوعب الخبر.
6- اشتر على الإشاعة القوية وبع عند إعلان الخبر.
7- لا تقدم على عمليات شراء فورية عند نزول السوق، بل انتظر فقد يكون للنزول بقية، وقد تجد السهم المراد شراءه بسعر أقل. وفوات الربح خير من تجرع مرارة الخسارة والتعلق بأسعار عالية.
8- لا تقدم على عمليات بيع فورية عند ارتفاع السوق، فقد يكون للارتفاع بقية.
9- لا تعتقد أن العروض الكبيرة أو الطلبات الكبيرة دليل على تحرك وشيك للسهم في اتجاه توقعك، بل راقب السهم وانظر الى كميات التنفيذ فإن كانت كبيرة والسعر لا يزال ثابتا فإنها عمليات تدوير واضحة، أما إذا لاحظت تحركا ايجابيا أو سلبيا على السهم مع التنفيذ الكبير فهو مؤشر على عمليات حقيقية.
10- راقب العلاقات الطردية أو العكسية بين سهم وآخر، أو السهم مع المؤشر، حيث أنه من المعروف أن هناك علاقات إما طردية أو عكسية بين سهم وآخر فإذا تحرك أحدهما، فسوف يتحرك الأخر بحسب العلاقة المتعارفة بينهما في السوق، فبادر بانتهاز الفرصة بيعاً أو شراء.
11- تذكر دائماً أنك لن تشتري بأقل الأسعار أو تبيع بأعلى الأسعار في جميع الأحوال.
12- لا تعتقد أن السوق دائماً في صعود أو دائماً في نزول بل إن التذبذب أفضل سمات السوق.
13- لا تغامر بكل رأس مالك في المضاربات فقد تتعلق بأسعار عالية، واجعل لك فرصة للتعديل في حالة مخالفة السوق لتوقعاتك.
14- حدد نقطة الخروج من السهم سواءً كنت رابحاً أو خاسراً، وارض بما قسمه الله لك، وليكن شعارك ربي ارزقني وارزق مني، وكن شجاعاً لوقف خسائرك بالخروج من السهم بأقل الخسائر الممكنة، وذلك بتحديد نسبة الهبوط التي يمكن تحملها فإن تجاوزها السعر هبوطاً فبعها دون تردد لوقف الخسائر.
15- استخدم نقاط الدعم والمقاومة ومؤشرات السوق الأخرى لتحديد وقت الدخول أو الخروج من السهم.
وأخيراً، تذكر أن فوات الربح خير من تجرع مرارة الخسارة، وعصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة.
حسن طاشكندي