اكتب مادة هذه الزاوية، وانا لا اعلم في أي يوم من الشهر المقدس ـ رمضان ـ سوف ترى النور، ويتم نشرها، على اني متأكدة من ان النشر سيكون يوم الثلاثاء ان شاء الله تعالى، والذي لن يتجاوز ان يكون لهذا العام، اليوم الثاني، او الثالث من شهر الصيام، وهنا مربط الفرس كما يقال.. ولنا مع بداية الشهور القمرية، خاصة شهر رمضان، مشكلة، واي مشكلة، لم نحاول اجتيازها الى الآن، رغم ما اوتينا من علم، ووسائل معرفة جادت بها علينا في العصر الحديث قرائح الامم المتقدمة في مجال الفلك، وغيره.. وذلك اعتمادا منا على حديث يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاتصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فان غم عليكم فاقدروا له) وننسى، او نتجاهل حديثا آخر يروى عن رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام: (إنا امة اميةلانكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا)، ويفهم من الحديث ان الشهر القمري، اما ان يكون تسعة، وعشرين، او ثلاثين يوما وما ذلك الا في زمن لم تكن متوافرة فيه اسباب العلم، ولا اساليب الكتابة، والقراءة، ولا الحساب، عند امة العرب بل اني لا ابالغ اذا قلت انهم كانوا يرونها، هي والصناعة، عارا، لايجوز اقترافه من فرسان العرب.. ولكننا الآن امة نقرأ، ونكتب، ونحسب ـ وان كنا لانزال متخلفين صناعيا ـ ونستطيع ان نبحث عن حل لمشكلة، بل معضلة تؤرقنا، وتسبب الفرقة بيننا، ألا وهي (رؤية الهلال)، أو على الأصح تحديد بداية الشهور الهجرية، التي كثيرا ما تحرجنا خاصة عندما نواجه السؤال، متى يبدأ الصوم؟ فيكون الجواب: لا أدري.. وقد قرأت مؤخرا ان قمرا صناعيا سيطلق قريبا لتحديد مواعيد الأهلة، ولكن هذا لن يزيد الامر الا سوءا في نظري، وقد اكون مخطئة لعدم نظري من كل زوايا الموضوع المحتملة، ولعدم الاحاطة ببواطن الامور، فلربما ان السنة القمرية لايمكن ضبطها وفق تواريخ محددة تحدد مطالع الفصول، وبدايات الشهور، والا لكان (سهيل)، اولى بأن تتم جدولة السنة القمرية الهجرية، حسب نظامه الفلكي المتقن.. غير ان ماهو ضروري الان، وفي هذا التوقيت بالذات ان يتم الاتفاق على طريقة حسابية فلكية تكفل لكل فرد معرفة طوالع الفصول، وبدايات الشهور، والعلم بما له وبما عليه من تواريخ، من غير العودة الى مرجعية مجتهدة قد تصيب وقد تخطئ ولطالما اصابت، ولطالما اخطأت.. وللرأي الآخر في الوجدان مساحة شاسعة من الرضا، وقبول الحق لايحدها حد مادامت تدور في مدار صالح المسلمين العام.. والى لقاء.