DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
حتى الخمسينات كان سن السابعة عشرة يعتبر سن النضج وسن تحمل المسئولية في العالم العربي وفي الخليج بالأخص، من بلغ هذا السن ذكروا او انثى عليه ان يبدأ حياته مستقلا يبحث عن لقمة العيش ويتحمل مسئولية انسان آخر معه وهو شريك العمر. ومنذ الثامنة عشرة سيكون عليه ان يتحمل مسئولية التربية. الشخص الوحيد المعفي من هذه المسئولية ان تعدى العشرين عاما ولم يبدأ بالقيام بدوره كزوج او زوجة وكأب او أم وكـ(كداد) اي يأكل من عرق جبينه، هو المتخلف عقليا، واحيانا حتى هذا لايترك في حاله ويحمل المسئولية رغما عنه!! حتى في الغرب الذين نلومهم على تفسخ حياتهم الاجتماعية يعتبرون هذا السن هو وقت بداية الانفصال الروحي والجسدي عن الاهل فيشجعون ابناءهم على البدء مبكرا بهذا التوقيت بغض النظر عن طريقة الانفصال وتبعاته واختلافها عنا، فنحن كنا ندفع باتجاه الزواج في حين انهم لايبالون بنوع العلاقات المترتبة على هذا الانفصال، الا اننا اتفقنا واياهم على ان المسئولية الابوية تقف عند سن السابعة عشرة وعلى الابناء ان يتحملوا مسئولية انفسهم من بعده. وحتى الستينات من القرن الماضي كانت عملية التأهيل الانفصالية تبدأ مبكرا نفسيا وماديا كان الابن في صحبة ابيه الى مقر عمله بحرا كان ام حقلا او (حفيزا) يعني (اوفس) او (بسطة) او دكانا، لم يكن المستوى المعيشي بفوارقه يقف حائلا امام تلك المرحلة التدريبية وكانت الفتاة في صحبة امها الى مقار اختصاصها مطبخا كان او زيارة مجاملة او قائمة ببروتوكولات الضيافة او مربية لاخوتها الصغار، ليس هناك ابن او ابنة اثنى عشر عاما لم يقم بتلك المهام والتدريب عليها، كان الاباء وكانت الامهات مصانع للرجال وللنساء ومراكز تدريب فعالة مخرجاتهم التدريبية بنت اسر امتد عمرها الزمني لاكثر من ربع قرن وافرز رجال ونساء على ايديهن قامت اساسيات التنمية التي ننعم بها الآن، رغم محدودية الموارد ومحدودية وسائل التعليم والتثقيف! كان الأب يحمل هم تقييم قدراته التأهيلية من خلال قياس استقامة ابنه و(مرجلته) وكانت الام تحمل هم تقييم (سنع) ابنتها وتهذيبها وقدرتها على لعب دورها كأم وكزوجة وكجارة و(كجنة) اباؤنا كانوا مراكز التدريب الوحيدة المعتمدة. هذه المراكز التدريبية اغلقت ابوابها منذ زمن مكتفين بحصة الاقتصاد المنزلي نصف ساعة في الاسبوع التي تقدمها وزارة التربية! انظروا لابن السابعة عشرة عندنا اليوم انه طفل اغر ذكرا كان ام انثى لا نتوقع منه الا ما نتوقعه من ابن العاشرة اي قبل مرحلة التأهيل، واخطاؤه تعالج تماما على انها نابعة من قاصر في حين تحمل اباؤهم مسئولية فتح بيوت في مثل هذا العمر!! * كاتبة بحرينية