هذه القصة رواها منديل الفهيد جرت على الشيخ محسن الفرم , شيخ بني علي من قبيلة حرب , وهو معروف ومشهور بالشجاعة وقوة البأس وسداد الرأي , وعرف أيضا بحسن النية , ورقة قلبه للفقير والعطف على المحتاج والوافد , كما يعرف عنه الصدق والوفاء والسخاء وكان لا يمن في عطائه .
كان عنده رجل ثقة كوزير يحول عليه المسترفدين , وإذا نفد ما عنده تسلف حتى لا يخلف عادته , ولا يرد المسترفد خائبا , وقد روي عنه أن الشيخ محسن كان هو وبعض من جماعته بالبر , في آخر الربيع , وهبت عليهم ريح شديدة , ويبس العشب واشتدت حرارة الجو , حتى أدركهم الظمأ , الرجال والنساء والاطفال حتى الدواب لحقها الظمأ لأنها قبل هذا الهبوب كانت قد سلت عن الماء برطوبة العشب , وكانت موارد الماء عنهم بعيدة بمقدار مسافة حوالي خمسة أيام , والناس والدواب تهلك اذا أبعدت عن الموارد , وقيل أن الشيخ محسن الفرم فجعه بكاء النساء خوفا على أطفالهن , حتى أن أم الطفل قامت ترفعه بالهواء لكي يبرد عليه الهواء , وزادهم يأساً مع بعد الموارد لأن الأمطار قد انتهى وقتها وفات موسمها , فصمم الشيح الفرم وانسلّ وابتعد عن جماعته , حتى لا يراه أحد , وأناخ راحلته وقلب ملابسه , واتجه الى الله مستقبلا القبلة بتضرع ونية صادقة , وقام يستغيث ويشحذ ربه بالدعاء , ولم ينته من صلاته حتى غشيتهم سحابة لم تتجاوز منزلهم , وأمطرت عليهم بقدرة الله سبحانه وتعالى , وشربوا هم ودبشهم حتى ارتووا وملأوا ما معهم من مواعين وقرب , وهذا من لطف الله سبحانه بخلقه وقد قال منديل أبياتا بهذا الموضوع يقول فيها: ==1==
دنياك يجري به من الله تخاليف ==0==
==0==واذكارها تبقى مع الناس عبره
يومٍ جرى للفرم مروي شبا السيف==0==
==0==اللي مع الشيخان يا طول شبره
شاف العرب هلءكوا ولا به محاريف==0==
==0==سجد لربه يستغيثه بعبره
ورحمهم الله في سحابٍ مهاديف ==0==
==0==بايام قيضٍ وانشدوا من يخَبره ==2== المصدر : كتاب ( قصة وأبيات ) للمؤلف / إبراهيم اليوسف.