قالت سعيدة محمد من المغرب إن هناك تقاليد وعادال ت خاصة بالمغرب عندما يصوم الطفل أو الطفلة لأول مرة حيث تلبسه أسرته اللباس المغربي المتعارف لإظهار الفرحة بصيامه وحتى يشعر بأنه فعل شيئاً جميلاً. مضيفة إنه عندما يحين وقت الإفطار يفطر الطفل علي يد جده أو جدته بكأس لبن مع التمر وتطلق عليه الزغاريد حتى يمتلئ قلبه سروراً، ويكون له حافزاً على صيام اليوم الثاني والثالث...
وتضيف سعيدة لرمضان استعداد ديني خاص لدى الصغار في المغرب لا سيما وأن أغلب الأسر المغربية تتنافس فيما بينها على تعليم أطفالها مبادئ الدين الحنيف منذ نعومة أظفارهم فيتعلمون ترتيل القرآن الكريم وكيفية الوضوء ويبين لهم الحكمة من الصيام حتى يصوم منذ صغره ولو بضعة أيام.
وعن استقبالها لشهر رمضان في المملكة تقول أنها سعيدة أن تصوم رمضان في بلاد الحرمين مؤكدة إنها كانت تحلم منذ مدة طويلة أن تصوم في المملكة وها هو حلمها قد تحقق. أما بالنسبة للبرنامج اليومي لها فهي تقضيه بشكل اعتيادي حيث تذهب لدوامها قبيل الظهر وترجع للمنزل في العصر حيث تحضر سفرة الفطور، وتمكث قليلاً ثم تؤدي صلاة التراويح، ومن ثم يبدأ برنامج الليل حيث تحاول زيارة بعض الجيران أو الأصدقاء، ولا تنسى أن تقضي بعض الوقت في قراءة القرآن وبعض الأعمال العبادية الأخرى.
وعن الفارق بين الأجواء الثقافية بين بلادها والمملكة تقول أنه لا يوجد فارق كبير فهناك تقام حلقات الذكر وقراءة القرآن منذ وقت مبكر بعد صلاة التراويح وحتى قبل أذان المغرب فهناك الكثير من المساجد تحرص على تعليم الأطفال قراءة القرآن وبعض الأحكام الدينية الخفيفة لزيادة ارتباطهم بالإسلام وتعلميهم كذلك أحكام الصيام وبالإضافة إلى ذلك فهناك أنشطة دينية وثقافية كثيرة في المغرب تبدأ منذ انطلاقة الشهر الفضيل حيث تقام هناك المحاضرات الدينية والتوجيهية وهناك محاضرات خاصة بالنساء في الكثير من المساجد أيضاً، حيث أن هناك توجها نوعيا للنساء واهتماما كبيرا من قبل الخطباء وأئمة المساجد.
وأكدت سعيدة محمد أن هناك تزاورا كبيرا بين العوائل والأصدقاء سواء في المغرب أو هنا في المملكة وخاصة في رمضان حيث تكثر زيارات الفطور والسحور، مشيرة إلى أنها تقنع بما يقدم لها في أي مكان تزوره ومهما كانت الاختلافات في طريقة تحضير الوجبة أو نوعية الطعام، حيث تأكل ما تيسر من الطعام، وإن كانت الأصناف غير مقبولة فإنها تكتفي بأكل القليل والقيام بواجب المجاملة مهما كان الأمر، مؤكدة أن الإنسان يجب أن يتعود على ثقافات الشعوب وطبائعهم حتى يكون إنسانا حضاريا ومتجانسا مع غيره.