اقتبست اسم المقال من كتاب ابن هشام - السيرة النبوية - وقد جعله عنوانا لهجرة السيدة زينب رضي الله عنها - بنت المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام.
كلما قرأت قصتها تعتريني حالة من الحزن الشديد وتذرف عيناي الدموع حبا لأهل البيت وعرفانا بفضلهم وتألما لواقعنا وحالنا.
زينب البنت الكبرى للنبي صلى الله عليه وسلم تخرج من مكة على بعير برفقة حميها كنانة بن الربيع وفي الطريق يتعرض لهما بعض اشقياء وتعساء قريش وينخس احدهم الراحلة فتسقط رضي الله عنها على صخرة وكانت حاملا فطرحت جنينها, وعاد بها حموها الى مكة وبعد بضعة ايام خرج بها ليلا حتى سلمها لزيد بن حارثة وصاحبه من الأنصار وقد بعثهما النبي صلى الله عليه وسلم ليرافقاها في هجرتها, فقدما بها على الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة.
أحاول جاهدا ان انظر الى هذه القصة من جميع الزوايا فأزداد حبا لأهل البيت: صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على قومه وظلمهم وتجبرهم في الأرض بغير الحق, وصبر ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم على الم المصاب بفقدان الجنين والم الاجهاض ومكابرة واستهزاء كفار قريش لكن كل ذلك يهون مادام في سبيل الله.
لم تعش زينب في القصور بعد الهجرة ولم تتخذ الجواري لخدمتها بل ظلت عابدة صامدة محتسبة لأنها تعلم ان دورها هو القدوة للنساء المؤمنات الصابرات.
واتعجب من نسائنا وبناتنا في هذا العصر كيف لا يقتدين بزينب واخواتها وامهات المؤمنين, هل هي الغفلة ام الترف ام الفضائيات التي تفسد اجر الصائمين, ليتنا جميعا نتعظ ونفقه قوله تعالى (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم).