DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
قادتنا الكرام وانتم تستعدون لشد الرحال من اجل قمة خليجية قادمة نرجو حسم مسألة غاية في الأهمية يعتمد عليها مسار المنعطف التاريخي الذي نمر به والتحديات الكبرى التي تشهدها دولنا. هذه المسألة تتلخص فيها رؤيتكم لتفعيل تغيرات حقيقية نحو العصرنة ودمقرطة الانظمة وانتقالنا لدولة المؤسسات ودولة القانون تلك التحولات الخطيرة التي يراقبها العالم بأجمعه تتلخص تلك المسألة في المعايير التي ستعتمدونها مستقبلا بشأن التعيينات العليا التي سيناط بأصحابها احداث تلك السياسات الانتقالية المطلوبة وليس من الطبيعي ان يناط احداث تلك التغيرات العصرية بأدوات لا تنتمي فكريا واختصاصيا او حتى قدراتيا لمانود التغير والتحول عنه فبعضهم يمثل هو نفسه الصورة التي نود التحول عنها. فالعديد ممن تختارونهم لاعلاقة لهم بمراكزهم لا من حيث التخصص ولا من حيث القدرة على اتخاذ القرار واحيانا ليس عندهم حتى الوقت للقيام بمهامهم. انكم ياقادتنا الكرام ترسمون سياسات عامة نشاطركم صحة توجهها في كثير من الاحيان انما يقف التنفيذ عائقا امام تلك السياسات. وواحد من عوائق التنفيذ هم من تعينونهم على اتخاذ قرارات تترجم سياساتكم ثم من هم معينون لتنفيذها اي ان مشكلة التعيينات بدأت من مستوى الوزراء فالوكلاء فالمساعدون فالمديرون تعد عائقا محوريا في تفعيل تحولنا العصري. لقد مضى وقت كانت فيه حركتنا الداخلية مسألة محلية ومضى وقت كانت فيه اولويات استقرار الحكم محفزا يدفع توجهات قرارات تلك التعيينات. اننا اليوم مراقبون من قبل العالم كله وتحت انظاره ليرى مقدار مصداقيتنا وربما لايعطينا الفرصة لاختيار سرعة التدرج التي نرغب فيها او يمهلنا كي نساوي توازناتنا المحلية التي سيرتها فيما مضى قرارات تلك التعيينات. نحن في زمن ترابطت فيه الاختصاصات وتعقدت حتى اصبح خطأ واحد يتسبب فيه وزير التربية او العمل او التجارة او الطاقة او الامن ـ فما بالك ان كانوا احيانا جميعا سببا للمشكلة ـ ممكن ان يدهور البلاد امنيا واجتماعيا واقتصاديا (وقد حدث ويحدث) فهل ينقصنا تدهورا اكثر مما نحن فيه؟! في وقتنا العصيب هذا تعطل القرار يعني لدولنا مسألة حياة او موت وليس ترفا تنمويا كالسابق. بل هي قضية بامكان التقليل من اهميتها ان يؤدي بنا للمهالك. قد يكون التهاون في عملية الاختيار بالمعايير الاختصاصية والمعايير السياسية العالية ممكن في زمن البحث عن الاستقرار او الامن والولاء للحكم انما بقاء الاختيار وفقا لتلك المقاييس واستمرار العمل بها في زمن التدخلات الدولية وزمن القرية العالمية وزمن التحديات الكبرى وفي زمن قرارات التعيينات حتى على مستوى الوزراء باتت من المسائل التي يستشار فيها الشعوب واحيانا يتطلب موافقة نوابهم لتوزيرهم وزمن فيه نسبة الشباب في دولنا تجاوزت الخمسين في المائة بطموحاتهم وقدراتهم قد يعني عامل هدم اساسيا لأسس الاستقرار الذي تبحثون عنه بمعنى ان كانت سياسة الاختيار السابقة عامل استقرار للحكم فانها اليوم عامل تهديد له! كاتبة بحرينية