DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د.محمد طارق نشواتي

العيادة الرمضانية

د.محمد طارق نشواتي
د.محمد طارق نشواتي
أخبار متعلقة
 
كلما اقترب شهر الصوم يشعر افراد العالم الاسلامي بسعادة دافقة تعم هذا الوطن الواسع وتعبر عن الفرحة لدى اعضائه من الصغار والشباب والكادحين العاملين والمعمرين بفريضة الصيام وفرح برمضان ايامه ولياليه واعياده. واذا اردنا ان نحلل هذه الظاهرة فعلينا ان نركز الاضواء على التغيير في الحياة الاجتماعية مع اقتراب شهر الصوم ودلالات ذلك التغيير وهناك نقاط يمكننا ان نركز عليها: اولا ـ يترقب الناس هذا الشهر بالاستعداد له، الاستعداد لاحياء لياليه في الاسرة، والاستعداد للتجمع سويا وقت الافطار وعند السحور ومع الاحباب، والاستعداد للتزاور وقضاء الليالي مع الاقارب والاخوان والجيران. والاستعداد لتعمير المساجد وقضاء اوقات الصلاة بين جوانبها وصلاة التراويح بعد صلاة العشاء، وقراءة القرآن وتدارسه.. والانسان خلق ميالا ومحبا للجماعة.. والظاهرة الرئيسية في شهر الصوم هي تنبيه دافع حب الجماعة. والتنبه للتجمع مع شهر الصوم تنبه شامل للمجتمع والاسرة في وقت واحد ولعمل واحد والقيام لرب واحد والامتناع عن عمل واحد والاتيان بهذا العمل في ميعاد واحد. وشهر الصوم هو اكبر مؤثر على تنبيه حب الجماعة وحب الوطن.. فكان الصبر والصوم وتنبيه دافع وغريزة التجمع انما توصل الى اعلى مقامات الاخوة والى اعلى مقامات السلوك والوطنية الحقة. والجماعات والتجمع في ميدان الصحة النفسية هي قمة الشعور بالسعادة والرضا والهدوء والبعد عن الخوف والقلق خاصة اذا كانت الجماعة تقوم كلها بعمل واحد وهدف واحد رافعة وجهها لرب واحد متدارسة كتابا واحدا وهناك تعم الصحة النفسية وتشيع احاسيس الرضا والطمأنينة. ثانيا ـ ينال اولادنا منا اهتماما كبيرا حيث يجتمعون معنا حين الافطار وحين السحور وتتجمع الاسر وهي تستعد للصلاة في المنزل او في المساجد وتسعد الاسر بالتزاور وتسعد اكثر وهي تستعد للاحتفال بالعيد ولبس الجديد وكان لهذا التغيير في نظام الاسرة واجتماع افرادها مع الآباء والامهات اثره على الصحة النفسية فالاسرة المتوافقة المتحابة التي يقوم فيها الاب والام بأدوارهما الوظيفية من الرحمة والعطف والحنان اسرة سعيدة مطمئنة.. ولذا فشهر الصوم له اثره على ربط افراد الاسرة بعضهم ببعض وما اجمل ان ترى بعض الاسر وقد تجمعوا يقرأون القرآن ويتدارسون معانيه في حلقات جماعية تزيد من تعلقهم بعضهم ببعض. ثالثا ـ ان عملية الصوم والامتناع عن الطعام والشراب والتغيير الذي يظهر اثناء الصوم على دوافع الاكل والشرب والصمود والصبر على ترويض هذه الدوافع ابان شهر الصوم ما هي الا مزيد من تحكم الانسان في دوافعه والاعتدال بها الى التوسط والبعد بها عن الاسراف.. هذا الترويض لهذه الدوافع يؤدي بها الى التصالح مع قوى النفس الانسانية والانسان الذي تصطلح قوى وطاقات ضميره مع قوة وطاقات دوافعه يعيش بعيدا عن الصراع.. هذا الصراع الذي يؤدي الى الاضطرابات النفسية المختلفة والنفوس التي اصطلحت وتعايشت فانها تعمل لاسعاد الانسان.. تأكل في توسط.. وتشرب بغير نهم وتجتمع وتبني وتزيد الانتاج وتفرح مع الجماعة. رابعا ـ ان عملية الصوم تؤدي الى الصحة الجسمية فهي عودة بالجسم الانساني الى الراحة لمعدته ولاعضائه المختلفة ودافع الى التوسط بعيدا عن الانهاك والتراكمات المختلفة في اعضاء الجسم للمواد الغذائية التي تزيد على حاجته هذه المواد التي تضني الدورة الدموية وتسبب الامراض المختلفة التي يحاربها الصوم بفلسفته وتؤدي الى تمتع الانسان بالصحة الجسمية والصحة الجسمية عنوان على الصحة النفسية.. واذا دققنا البحث لوجدنا للصوم اثره على معظم اعضاء الجسم. خامسا ـ الصيام الحق هو ذلك الصيام الذي يزيد التأمل ويدعو الى التركيز وينتقل بالانسان الى وفرة العمل ولا يكون ذلك الا اذا قام الصائم بتطبيق الشريعة الغراء تطبيقا دقيقا.. والذين يطبقون هذا النهج نرى اثر صيامهم على صحتهم النفسية فقد كانت في شهر رمضان في حياة المسلمين الاوائل جولات في القتال تعد مثلا فريدا من وفرة الانتاج وانطلاق الانسان المسلم حتى يصل الفرد المقاتل الى عشرة امثال طاقته واكثر. @@ د.محمد طارق نشواتي اختصاصي في طب الاسرة