أيا كان غضبنا أو عدم معرفتنا للإجابة عن سؤالنا لماذا كانت الحرب على العراق ؟
فلا شك في اننا الآن أمام مسئولية تحقيق الأمن والمساعدة في إعادة البناء في العراق .
لكننا أيضا لدينا التزامات أخرى وهي الحفاظ على مستوى معيشة الفرد الأمريكي وأيضا دفع عمليات وجهود إعادة اعمار العراق لطريق المسئولية الدولية في كلا مرحلتيها من قبل وبعد الحرب. وقد فشل الرئيس الأمريكي في اعداد الشعب الأمريكي لتقبل التكاليف الحقيقية للفوز بالسلام، وها هو الآن يرغب في إخفاء نتائج ذلك بوضع تكاليف هذه الحرب في اعتماداتنا المالية الامريكية متسببا في عجز مالي ضخم في ميزانيتنا ..إن كل قرش في الـ87 بليونا التي يطلبها بوش أو من الـ79 بليونا التي انفقت بالفعل في العراق هي أموال مقرضة. وطالب الرئيس الأمريكي كثيرا البلد بدفع أي ثمن في سبيل القضاء على الإرهاب ولكن من الواضح انه لم يضم أغنياء الأمريكيين في طلبه هذا, ذلك لأنه وبينما يطلب من قواتنا وعائلاتهم تقديم تضحية أحادية خفض للأغنياء مقدار 1% من الضرائب الامريكية وبذلك أهدر أموالا ضخمة وهذا خطأ كبير في ان يطلب من الجيل الجديد بما فيه من قوات واطفال أن يتحملوا العبء بمفردهم ..إننا لا يمكن أن نراهن على
الحرب والسلام من كروت ائتماننا في مقابل الا يشارك الأغنياء منا في حق المشاركة معنا ..إن على عاتق حكوماتنا مسئوليات ضخمة من ضرورة إعادة إعمار العراق وتحقيق الاستقرار لها, الإعداد لتمويل كل ذلك وأن تكون لدينا القدرة على أن نطلب من قواتنا التضحية بأرواحهم هناك بينما لا نملك الشجاعة السياسية لنطلب من الأغنياء الأمريكيين أن يتخلوا عن مسألة التخفيض في الضرائب ليساهموا فيما نقدمه من جهود ..إن الرئيس الأمريكي يطلب من الشعب الأمريكي أن يستثمر البلايين من الدولارات من أمواله في بناء مدارس ومستشفيات وطرق وشبكات كهرباء واتصالات في العراق بينما نعجز نحن عن الوفاء بالتزاماتنا هنا في الوطن وجاء العجز في الميزانية هذا العام بما يصل لـ9 بلايين دولار أقل مما وعد به أطفال المدارس الامريكية وحدث نفس العجز في برنامج الصحة ووسائل المواصلات والبنية التحتية للمجتمع والاحتياجات القومية الأخرى ونحن كأمة لدينا موارد ضخمة يمكن من خلالها ان نحقق أولوياتنا القومية ومسئولياتها الدولية ولكن يجب ان نعد أنفسنا لذلك اولا وعندما طالبنا العام الماضي بدعم كامل لمصروفات الأطفال قالوا لنا: ان الميزانية لا تسمح ، لان الرئيس بوش استنفد اموالنا ولا يمكننا أن نزيد العجز المالي في الوقت الذي لم يكن لدى الرئيس بوش أي مشكلة لزيادة هذا العجز المالي بالدفع للعراق وها نحن لازلنا عاجزين عن مواجهة التزاماتنا حيال تعليم الأطفال .
ولا شك في ان لدينا مشكلة حقا هي ان الكثيرين يشكون فينا وهو أن البترول الموجود في العراق هو أكثر شاغل للولايات المتحدة عن مسألة بناء العراق وتحقيق الديموقراطية فيه .. وذلك جعل الامر صعبا على الولايات المتحدة أن تطلب من الدول الأخرى اسقاط ديونها لدى العراق بينما ظل بوش هو الوحيد موضع اللوم السبب اعتباره الأموال التي أنفقها في العراق بمثابة ديون .
ويتساءل الشعب الامريكي لماذا يجب علينا أن نسلف حقوق أطفالنا لبناء العراق .
