DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نهار جديد

نهار جديد

نهار جديد
أخبار متعلقة
 
تعد اللغة العربية من اهم رموز شخصيتنا الثقافية التي تنكر لها واستهان بها مع بالغ الاسف السواد الاعظم في عصرنا الحاضر تأثرا بحضارة الغرب الزائفة متجاهلا دورها الريادي في الحضارة الانسانية ممثلا في مشعلها العظيم الذي انار العالم بأسره من ادناه الى اقصاه وهو (القرآن الكريم) الذي حفظ هذه اللغة عن التحريف والعبث والتزوير والتزييف منذ اكثر من اربعة عشر قرنا ولاتزال محفوظة وحية كما هي الى يومنا هذا في حين ماتت بعدها العديد من اللغات وما ذلك الا لانها لغة سماوية ينطق بها من اصطفاها من بين لغات البشر اجمع لتكون لغة كتابة المبين الذي اعجز البلغاء ببيانه وبلاغته وشتى اوجه اعجازه وينطق بها ملائكته وانبياؤه ورسله واهل جنته وخاتم النبين رسوله الامين محمد عليه الصلاة والسلام الى يوم الدين. فباتقان علوم هذه اللغة وفهم خصائصها وفكرها وثقافتها تقوم النهضة العلمية وتزدهر الحركة الادبية والثقافية والفكرية ويبني صرح الحضارة الشامخ وتصان كرامة المرء وتحترم من قبل الامم الاخرى بفهمه لهذه اللغة نصا وروحا والتحدث بها بطلاقة ويسر كما يحسن ثواب المرء ويقبل دعاؤه حينما يتوجه الى خالقه بأدعية عربية فصيحة تدل على حسن تصوره لما يبتغيه من بارئه جل وعلا. وما اجمل ما عبرت عنه احدى الكاتبات الشابات على الرغم من اهتمامها بأدب العامية بما يجسد صدق انتمائها الى عروبتها وهويتها وغيرتها على لغتها الأم وذلك حين قالت:(ان اللغة الفصحى عروبتي وفخري واعتزازي وهذا لا يعني انني اتعصب لقوميتي وانما حالة تعتريني عند التعدي على حرماتها المقدسة تمنحني البسالة لازود عنها دون تقاعس) وتقول:(انني اتكلم الانجليزية بطلاقة كطلاقة اصحابها ولا اقول ذلك باعتزاز فهي عندي لا تعدو كونها وسيلة تفاهم تنتهي بانتهاء الحاجة). وانني لاهنىء هذه الكاتبة على اعتزازها بلغتها الام لغة القرآن الكريم ولغة الفكر والعلم والثقافة والحضارة التي لا يصلح شأننا الا بصلاحها ولا يقام لنا صرح حضاري الا بالاعتناء بها ولا تحفظ لنا كرامة الا بحفظها فبها يتأصل وجودنا وكياننا وشخصيتنا وهويتنا وبدونها نفقد كل مقومات وجودنا وحياتنا وشخصيتنا القومية وهويتنا الحضارية فما احوجنا حقا لمثل غيره هذه الكاتبة الاصيلة على جذورها الصحيحة التي لا تقبل المساومة باعتبارها من ارسخ الثوابت سائلا الله ان يكثر امثالها من المعتزين بلغتهم والغيورين عليها في وقت استهترنا فيه بهذه اللغة الى حد فاحش يبعث الألم والحرقة والأسى في النفس ويدعو للأسف والتحسر. عبداللطيف الوحيمد