DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. آمال الودعاني

د. آمال الودعاني

د. آمال الودعاني
أخبار متعلقة
 
لم أر حلقة فيها الكثير من شدّ الأعصاب والتوتر والحزن, بالإضافة إلى تساقط العبرات من المآقي كما رأيناه في حلقة (البادي أظلم) من المسلسل المحلي طاش ما طاش. وأعتقد أن تلك القصة رغم ما بها من آلام إلا أنها مسّت الجرح كما يقال, فمعظم النار من مستصغر الشرر.. أقول ذلك وأنا أرى الحياة لم تعد سلسة وبسيطة كالسابق, والتعامل مع الآخرين وسط هذا الزخم من الفوضى والمشاكل أصبح (فنا) في حد ذاته! فالغالبية من الناس أصبحت تضيق ذرعاً بكل شيء, وتتوتر الأعصاب من أذى موقف قد يكون تافهاً.. أما ردة الفعل لذلك الموقف فهي أكبر بكثير مما يستحقه!.. تبدأ شرارة صغيرة ثم ما تلبث أن تكبر لتصبح ناراً مستعرة من الصعب إطفاؤها! والذي جعلنا مشدودي الأعصاب, لا نتحمل أي كلمة أو لحظة انتظار لا تخلو من التأفف أو ضيق الخلق.. وربما نتعمد فيها الاحتكاك بالآخرين حتى ننفّس عما يضيق به الصدر ويجيش من هموم مصطنعة!, هو إذن قلة الإيمان والقلق من يجعل مثل هؤلاء يقومون بدور الجلاّد والضحية في آن واحد. إذ لا يضرّون أنفسهم فقط برفع الضغط لديهم وإفراز غددهم لهرمونات التوتر بكمية مضاعفة مما قد يؤثر على صحتهم بل يقومون بنقل تلك العدوى إلى الآخرين دون ذنب اقترفوه!؟ فما هو ذنبنا نحن لنخرج من بيوتنا آمنين مطمئنين.. لنفاجأ بمن يفسد علينا صفوة أوقاتنا, إما بالضغط المستمر على أبواق السيارات دون سبب يذكر إلا لضيقه من لحظة انتظار بسيطة لن تكلفه شيئا!؟ نعم, إنه سلوك غير حضاري لكنه بدأ يتفاقم عن ذي قبل!؟ في الأسبوع الماضي من رمضان, رأيت حادثتين مماثلتين, فقد نزلت العائلة من السيارة فرداً فرداً.. لكن أبواق السيارات لم تتوقف احتجاجاً على انتظار ثوانٍ معدودة. كان شدّ الأعصاب كبيراً للجميع حتى سمعت احدى نساء العائلة وهي "تتحسّب" على ذلك الشخص لأن أخلاقه كمسلم وحسّ المواطنة لديه كان (عالياً) لدرجة أنه ضاق ذرعاً بنزول تلك المرأة من السيارة بدلاً من تهيئة الجو لحفظ كرامة ابنة بلده في تلك المواقف الرجولية والمعهودة لدينا!! والغريب أن ذلك الرجل لم يكن مراهقاً بل في أواسط العمر ومن المفترض فيه أن يكون قدوة للآخرين من صغار السن!!؟ تكررت تلك الحادثة أمامي مما جعلني أيقن بأننا لم نعد كالسابق.. فأين المروءة والأخلاق والكرم؟؟! ناهيك عما تراه وأنت تذهب إلى عملك أو لقضاء أمور خاصة بك من تعدّي المراهقين على العمّال الأجانب في محطات البنزين أو أماكن التسوق والمطاعم, وغالباً ما تبدأ الأمور بردود متبادلة.. وسباب.. لتتطور إلى مالا يحمد عقباه. وغالباً ما يحدث هذا الأمر باستعراض ذلك المراهق عضلاته أمام رفاقه وبتشجيع منهم.. والذين قد يفرّون من أمامه ويدعونه يواجه مصيراً منفرداً حين تتأزم الأمور! يا سادة, الأمور أصبحت معقدة وخطرة للغاية فنحن بحاجة إلى تضافر جهود جميع المسئولين في كافة القطاعات لتدارس ذلك الأمر ومن ثم وضع النقاط على الحروف, فالأئمة في المساجد وحلقات الذكر مطالبون بالمساهمة في تذكير الناس وكذلك المدرّسين ورجال الأمن والمرور.. وغيرهم من القطاعات الحيوية في البلد. ولا ننسى بالطبع دور المرشدين النفسيين والأطباء المتخصصين, وحبذا لو تم التنسيق بين وزارة التربية والتعليم وبينهم للقيام بزيارات مدرسية الهدف منها التوعية واكتشاف الحالات التي هي بحاجة للدراسة والعلاج في بدايتها وقبل أن تتفاقم الأمور!