.. في 23أبريل 2002 كتب الكاتب والمؤلف الأمريكي "باسيمو بيجليوسي" مقالة قال فيها نصا ننقله هنا بترجمتنا:
كثير من المعلقين أكدوا أن الولايات الأمريكية قد تغيرت بصفة دائمة بعد 11سبتمبر ، وأن النفسية الأمريكية تأثرت دراماتيكيا بعد ذلك اليوم المحزن .على أني أعتقد أن التغيير لم يحدث أو أنه تغيير سطحي ، يؤكد صفة أمريكية عامة.
بعد اليوم المشهود بأشهر قليلة رأينا شركة من جورجيا تبيع ميداليات حديدية لذكرى ذلك اليوم وتحصد دخلا كبيرا من الدولارات، وصارت حمى بيع التذكارات موجة اكتسحت السوق الأمريكية. بل إن أهل الضحايا الذين حصلوا على تعويضات مهمة من الحكومة الفدرالية وقتها، أقاموا دعوى هائلة بالمطالبة بمليارات الدولارات. إذن بالتفجيرات أو بدون التفجيرات فالذي ثبت هو تعلق الأمريكيين الشديد بعظمة وجاذبية وشهوة الدولار، أكثر من أي قيمة من قيم التهذيب الإنساني.
وترى أن الأحداث في الطابع البشري العام لا يمكن التحكم فيها أو التنبؤ بنتائجها أو أن نعلم كل العلم بخفاياها. لذا تفاجئنا ردود الأفعال ، وعندما تخطط أمرا قد لاتحصد النتيجة التي تريدها في المسائل التي تتعرض للجماهير العريضة ، ولعله في كثير من الأحيان تحصد تماما عكس ونقيض ما زرعت. فكيف لما يكون التخطيط ضيقا محدودا ومشربا بكثير من العاطفة التي يدفعها الغضب والإنتقام.
ويعطينا 11سبتمبر مثالا فاقعا على ذلك ، لقد أراد منفذو التفجير أن يرعبوا الشعب الأمريكي ، وأن يهزوا أركان إدارته ، وأن يظهروا أمام الأمة الأمريكية أنهم أقوياء، وأنهم قد يأتونهم في أي لحظة من حيث لا يعلمون ، وإنك قد تسمع الكلام لأول وهلة فتصدقه وإن لم تكن بالضرورة تقبله ..على أن النتائج كانت مخيبة للآمال ، أترك عنك ما تعرضت له أراضي المسلمين من الدك والخراب والاحتلال فقد تحدثنا عن ذلك هنا سابقا ، ولكن أنظر للأمريكان يأخذون منها .. مجرد تجارة! تجارة عند أهل المال والصناعة حتى أهل الضحايا ، والذي يقوله الكاتب إن كل ما فعل يوم 11 سبتمبر أنه كشف فقط عن هذه الصفة الغالبة، الشبق بالدولار.
على أن هذا الشبق العظيم بالدولار الجبار ليته يبقى فقط هناك في أمريكا، ولكنه تعداها - من أجله- لأن يطمعوا بأموالنا؟ يريدون التصرف في ثرواتنا الأرضية بمبرر (تجفيف منابع الإرهاب).
@@ نجيب