تعيش الأمة العربية خاصة والاسلامية عامة في هذه السنوات ظروفا صعبة وقاسية من الذل والهوان على المجتمعات, وعلى نفسها هي قبل غيرها, ربما بشكل لم يسبق له مثيل منذ فجر الدعوة الاسلامية, وربما مالم يسبق ان عانته أمة من الأمم قبلها, من قلب الحقائق والتجني, والافتراء عليها كما تعاني هذه الأمة التي ظلمت نفسها مما ادى بها الى ان ظلمت, واحتقرت, من قبل الآخرين حتى ألبست ثوب الظالم, وهي مظلومة ورداء القاتل وهي مقتولة. حتى لقد شارك في القاء التهم عليها أبناؤها غير البررة, الذين ما ان يلحظوا نافذة ضوء تطل منها الا اغلقوها في وجهها المبرأ من كل عيب سواهم.. فأي عقوق بعد هذا؟ قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ولكنهم عصوا وتمردوا ولم يعتصموا بحبل الله فلا قانون يظلل سوءاتهم, ولا دستور يواري عوراتهم التي انكشفت امام شعوب العالم, التي لاتزال الى الآن لاتكاد تعرف لهم وجها, ولا تدرك لهم حقيقة ولا اظنهم يعرفون حقيقة ذواتهم, ولا حقيقة اعدائهم. والناس اعداء وما جهلوا وما اكثر الجهلة بيننا من اولي الشهادات التي تسمى افتراء (عليا) وهي بعيدة عن العلا التي لا تكاد تدفع جهلا, ولا تثرى عقلا نحن أمام (مفترق طرق) قد نسلك الطريق الصواب الذي هدانا الله اليه, وربما الطريق الخطأ, اعاذنا الله منه. أليس من واجبنا توخي الحذر في كل ما نتخذ من قرارات, وما ننتهج من فكر قد يجر علينا من حيث لا ندري, ويلات الدنيا, والآخرة؟. الحرب قد كشرت عن (ألوانها) واظهرت (نواياها), وهي حرب من شعوب (لا تخشى في الظلم لومة لائم) هي ومن اتبع طريقها. ضوء الفكر كالهوى (حصان جموح) ان دربته, وألجمته بلجام العلم والمعرفة على ضوء العقل وليس الذكاء, هداك الى حيث سعادة الدنيا والآخرة وان تركته هملا يتبع ثقافات بعيدة عن هويتك الاسلامية ضللت لا محالة ضلالا لاهدي بعده فدونك الطرق, ومعك العقل, ولك الاختيار.