عزيزي رئيس التحرير
يظل قلب المرء متيقنا بشواهد يجزم بها بأريحية كاملة، فكيف اذا اضيفت فوق تلك الامور شواهد اخرى، في الحقيقة ان الانسان يشعر عندئذ براحة كبيرة وسعادة غامرة لصحة وجهة نظره وسلامة مقصده، وفي يوم الاربعاء صبيحة العاشر من شهر رمضان المبارك طالعتنا جريدة (الرياض) في صفحتها الاخيرة بخبر فريد من نوعه عجيب في طرحه جميل في مضمونه تصدر عنوان ذلك الخبر (السفير الأمريكي بالكويت معجب بتمور الأحساء) حيث تعرض المقال لحفل حضره السفير المذكور وتذوق فيه احد اصناف تمور الاحساء وابدى اعجابه البالغ به، واخذ يطرح الاسئلة عنه وعن موطنه، وفي الواقع هذا امر ليس بمستغرب ولا يستحق ان يوضع في دائرة العجائب، فالاحساء ومنذ زمن طويل قد امتازت بنخلاتها الباسقات التي شهدت ظروفا وعصورا كثيرة واجهتها هذه البلدة الميمونة، لنجني منها كل حول رطبا اصفر. جميل منظره رائع مطعمه وقد بدى نصفه متمرا، فتجد ان طعمه قد تسلل الى فجوات القلوب والى اعماق النفوس فنشرت السعادة في كل قلب وسرت الصحة والنشاط في كل بدن، وكيف لا وقد روتها واحات المياه الصافية وسقيت من انهار العيون النقية الدافئة.
لا اعتقد ان احدا يجهل ما تميزت به تمور الاحساء بشتى انواعها واصنافها فمن الخلاص الحلو اللين على القلب والذي يذوب في اللسان والى تمر الشيشي والذي طوق اعلاه بما يشبه الطوق الابيض ولك ان تسأل عن مدى العشق الذي يكنه الجميع لهذا التمر اللذيذ والطيب، واصناف التمور في الاحساء كثيرة ولا يمكن ان تحصيها السطور، ومن سأل اجدادنا وآباءنا الذين ادركوا الزمان الاول عن القوافل الكبيرة القادمة الى الاحساء لتحمل تمرها اللذيذ الى بقية المدن والاصقاع، فأخذ الجميع يتحدث عن طيبه وروعة طعمه، حتى بلغ من شهرة تمور الاحساء ان صار الناس ينكرون ان يستورد اهل الاحساء التمر، وصاروا ينكرون على من ينقل قوته اليها فقيل في المثل السائد الشهير (كناقل التمر الى هجر)، وفي عصرنا الحديث ومع التطور التكنلوجي المذهل شاهدنا في محافظتنا الميمونة مصنع تعبئة التمور وكيف نجح هذا المصنع في تحقيق الاغراض الذي وضع من اجلها، فانتشرت تمور الاحساء في كل مكان وصارت توزع في شتى بلدان الدنيا وسائر اصقاع العالم، فأضحى الطلب عليها مشتدا واعتلت شهرتها في ميادين كثيرة، واليوم نجد ان رجلا من قوم ليس من عاداتهم اكل التمور يبدي اعجابه البالغ الشديد بذلك التمر الذي تذوقه في دولة الكويت حيث ومنذ زمن بعيد تمورنا تصدر الى هناك، ليضيف شهادته الى شهادات الكثير ممن امتلأت الصفحات بأسمائهم معبرين ومؤكدين على تميز تمور هذه البلاد المباركة، أنا اجزم اني مقصر في تعبيري وما يكنه صدري، ولكنها شهادة انقلها لكم لتضيفوها الى شهادات الآخرين. احمد بن خالد العبد القادر