هل جربت يوما ان تتدثر بالسعادة دون ان يشاركك فيها احد؟ لا اعتقد ذلك لان السعادة مزدوجة وليست احادية الجانب لذلك فانه حتى في خلوتك مع الليل تستجلب رفيق الدرب من خيالك وتمنحه حق المشاركة لذا فقد قيل ان الانسان كائن اجتماعي وعندما تجد نفسك نافرة من الناس كل الناس فاعلم انك تعاني ومعاناتك مرضية بحاجة الى طبيب يصف الداء ويمنحك الدواء حتى العابدين الزاهدين في خلوتهم يناجون رب الارباب ومن ذلك المدد الروحاني يستجلبون سعادتهم عن طريق المعرفة والتبصر المستمدين من عقيدة راسخة. اما لماذا يصاب الانسان بمرض الاحباط هل هي الثقة الزائدة عن حدها ام هي سادية الاخرين ام انه ضعف البعض عن المواجهة لعل الاسباب كثيرة وعديدة ولكن يظل الانسان بصفة عامة مسؤولا عن اخيه بشكل او اخر.. اولئك الذين يتفننون بتدمير المشاعر عن عنجهية وقصد هم لصوص الارواح الذين يسلبونها توازنها وشفافيتها وللاسف انهم ما زالوا يتمتعون بتهم لا عقاب عليها في قانون البشر اما في الاخرة فسوف يعلمون بمدى شناعة ما يفعلونه بالاخرين. استرعى انتباهي ان معظم معاناة البعض يكون من قبل من احبه او من قبل من عرفه او من قبل الاهل والجيران والاقارب لذا فان منشأ مأساة الفرد تكون من محيطه دائما لذا فعلينا ان نتفهم محيطنا جيدا ذلك الفهم يمنحنا التوازن ويمنحنا تجنب الصدمة العاطفية ممن نعتقد بمثاليته وتكامله وقد قال الامام علي كرم الله وجه.. احبب حبيبك هونا ما فقد يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما فقد يكون حبيبك يوما ما انها الحكمة التي يجب ان نضعها دائما في الحسبان عندما نقيس درجات الحب والكراهية فكما للالوان من تدرج فيجب ان يكون للحب والبغض ذلك التدرج اما الذين يؤمنون بالابيض والاسود فقط فعليهم ان يتنازلوا عن تلك المثالية قليلا خصوصا في زمن تعددت فيه الالوان بتعدد المفاهيم والاذواق بتلك الكيفية فقط نستطيع ان نتنفس الصعداء كلما احسسنا بحاجتنا الى هواء يمنحنا مزيدا من الفاعلية والمرح في زمن لم يعد يؤمن بالابيض والاسود؟ مهنا صالح الدوسري ـ الدمام