كلنا يعلم أن للرضاعة الطبيعية فوائد كثيرة للأم والطفل وان الله سبحانه وتعالى خلق هذا الطفل وجعل له غذاء طبيعيا ألا وهوحليب أمه ووضع فيه العناصر الغذائية المناسبة لجسمه والحماية من العدوى والجراثيم والفيروسات وجعل فيه الدفء والحنان. أما بالنسبة للأم فتساعد على عودة الرحم لوضعه الطبيعي ومنع النزيف بعد الولادة وتقلل إصابة الأم بسرطان الثدي والمبيض.
وفي شهر رمضان المبارك يتساءل الكثير من الأمهات المرضعات هل أستطيع أن أرضع طفلي؟ هل يؤثر الصيام على إدرار الحليب؟ هل هناك ضرر على صحة طفلي عندما أصوم؟ هل يجوز أن أفطر لأني خائفة على طفلي؟
وكثير من التساؤلات يمر بذهن الأم المرضع.
وقبل الخوض في الموضوع من الجانب العلمي نقتبس هذه الفتوى من كتاب الفقه الميسر لأحمد عيسى عاشور: إذا خافت الحامل أو المرضع على نفسها ضررا بينا من الصوم مثل الضرر الناشىء للمريض من المرض أفطرت وعليها القضاء كالمريض وان خافتا على ولديهما بسبب اسقاط الولد في الحامل وقلة اللبن في المرضع أفطرت وعليها القضاء للإفطار والفدية وهي إطعام مسكين لكل يوم لقوله تعالى (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين).
وعلى الأم المرضع أن يكون غذاؤها متوازنا وأن تعرف أنها تحتاج من 2000 إلى 3000 سعرة حرارية في اليوم من أجل الاستمرار في الرضاعة ويمكن للمرضع أن تصوم مع لالتزام بالأمور التالية: الرضاعة المستمرة والمتكررة التي تحفز هرمونات الحليب (البرولاكتين والإوكسيتوسين) لتكوين الحليب حتى وهي صائمة إلا إذا تأثرت هي شخصيا وشعرت بالإرهاق أو التعب الشديد عندها يجب عليها أن تفكر في مقدرتها على الصيام. الإكثار من شرب السوائل حيث يجب عليها الحرص على شرب 3 لترات من السوائل تقريبا (ماء أو عصير أو شوربة) في الفترة بين الإفطار والسحور. ألا تكتفي الأم المرضع بتناول طعام الافطار والسحور فقط بل يجب عليها تناول وجبة ثالثة بين الساعة 11 والساعة 12 مساء. أن تعجل بالإفطار وأن تؤخر السحور الى آخر وقت ممكن. أن تكثر من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة واللبن بين فترتي الإفطار والسحور. الراحة الجسدية الكافية.
وعلى الأم المرضع أن تفكر في الافطار إذ شعرت بالتعب والإرهاق الشديدين او الصداع المستمر أو الدوخة أو قلة كمية الحليب أو في حالة عدم زيادة وزن الطفل.
عندما يبدأ الطفل بتناول الكثير من الأطعمة لا يعتمد اعتمادا كبيرا على الرضاعة من أمه لذا ليس هناك ما يمنع الأم من الصيام.
د إيمان الزايد
رئيسة لجنة صديق الطفل
