DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد العلي

محمد العلي

محمد العلي
محمد العلي
أخبار متعلقة
 
التزوير مفردة لا يحتاج احد الى شد الرحال لفهمها من القاموس, لا تحتاج الى ضرب آباط الابل لمسا, انها موجودة امامنا في كل لحظة, نراها في التلفزيون, وفي الكتب وعلى معظم الوجوه, ولكني هنا اود الوقوف على نوع جديد من التزوير لم يكن معهودا في التاريخ. شغلت صفات (رئيس الدولة) والشروط التي يجب توافرها فيه.. الفكر الفلسفي, منذ جمهورية افلاطون, مرورا بمدينة الفارابي الفاضلة حتى فلاسفة التنوير وقد بالغ ذلك الفكر في تعداد الصفات والشروط المحيطة, حتى خرجت الفكرة عن حدود الواقع الى عالم الخيال الفسيح, ونلمس جزءا من تلك المبالغة في قول الفارابي: (وكما ان البدن, اعضاؤه مختلفة متفاضلة الفطرة والقوى, وفيها عضو واحد رئيس هو القلب.. كذلك المدينة, اجزاؤها مختلفة الفطرة متفاضلة الهيئات, وفيها انسان هو رئيس, واخرون تقرب مرتبتهم منه) أرايت كم هو مثالي تشبيه الفارابي لا يمكن تحققه الا في الخيال. اما الواقع التاريخي فهو يثبت ان من يصل الى رئاسة الدولة, فهو ذاك الذي يتمتع بالقدرة الكبيرة دون تجاوز للحدود البشرية. هذا الواقع التاريخي تبدل الآن تبدلا فظيعا فالذي يصل الى رئاسة الدولة الآن وبخاصة اذا كانت دولة كبرى, لا يحتاج الى مواهب عظيمة او قدرات متميزة, لأن شروط وصوله قد تغيرت, اصبحت شروطا تمليها (الشركات) التجارية العملاقة. ان المطلوب منه شيء واحد ان يصغي السمع لما تقوله الشركات ويقول سمعا وطاعة. هذا هو التزوير الجديد الذي أعنيه والذي لم يكن موجودا طوال التاريخ القديم, وهذا النوع من التزوير كارثة حقيقية, لأن المزور ليس ظاهرا او معروفا.. انه شبح مرعب, يسمى الشركات العابرة للقارات. هل تود معرفة انواع اخرى من التزوير؟ لا بأس, يمكن ان اعود اليك في حلقة اخرى.