إذا كانت سلطات الأمن في بلادنا مشغولة هذه الأيام في مطاردة المشتبه بعلاقتهم بالإرهاب، فان رجال التربية والتعليم المسئولين عن ملايين الطلبة والطالبات مشغولون بالترتيب لإجازة العيد !
في صبيحة الأحد الماضي استهل الطلبة والطالبات في المملكة يومهم الدراسي بتبادل الدهشة، فالحدث كان له وقع كبير في نفوسهم، ومشاهد العنف والدمار والقتل سكنت ذاكرتهم للأبد، والكثير من الأسئلة تبقى بلا أجوبة.
ملايين الطلبة والطالبات في الصفوف الدراسية ما زالوا مرتبكين فكريا، ولا أظن أن مدرسيهم ومدرساتهم جاهزون للإجابة عن التساؤلات لأن لا تعميم من الوزارة الأشهر بالتعميمات تقضي بالخوض في هذا الموضوع، ولا يعرف المدرسون والمدرسات بعد حدود صلاحياتهم لتناول الجوانب الفلسفية الخاصة بالإرهاب، فالحدث جديد لذا فهو خارج المنهج، ولم يفرد له باب خاص في أية مادة.
وما دمنا جميعا في حيرة من توضيح الأمر لأطفالنا ومراهقينا من أن من قام بهذا الفعل الشنيع والجريمة كاملة الأركان هم من بني جلدتنا من السعوديين العرب المسلمين، قاموا بفعل وحشي بربري لا يقره عقل سليم ولا يرضى به خلق قويم، فإننا في انتظار ان تشرع الوزارة في تبني نهج واضح يشرح للمعلمين والمعلمات الطرق والوسائل والرسائل التي لا بد أن توصل وتناقش مع طلبتنا وطالباتنا قبل أن يستفحل الأمر ويتحول الموضوع برمته الى مشكلة فكرية للجيل الجديد.
شخصيا كنت بحاجة الى ترتيب أفكار وتهيئة نفسية طويلة لأستطيع ان اقدم اجابة مقنعة لأسئلة مثل لماذا يقتلون الأطفال؟ وما دخل النساء في الموضوع أصلا؟ وبأي حق يزهقون روحا وهبها الله للانسان؟ ولماذا الترويع؟ وكيف يدافعون عن الاسلام بهذه الطريقة الاجرامية المروعة؟ وأعتقد بأن معلم ومعلمات الصف سيواجهون بأسئلة من حجم أكبر وأثقل، وبحاجة لقضاء وقت طويل لإيصال الرسالة الصحيحة.
الأمر يستحق أن يحتل الدرجة الأولى في سلم اولويات التربية والتعليم، وهو في الأهمية يتجاوز اليوم أية اجابة لأسئلة من نوع اكمل الفراغ واعرب ما تحته خط.