وصل اول فوج من السياح الاجانب الى العاصمة الافغانية كابول لقضاء اجازاتهم الصيفية هناك بموجب تأشيرات منحتها لهم سفارة أفغانستان في لندن.
وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في صفحتها عبر موقعها على شبكة الانترنت امس أن المجموعة المكونة من ستة بريطانيين وامرأة تحمل الجنسية البرتغالية استهوتها زيارة المناطق الخطرة ولاسيما تلك التي شهدت حروبا ومعارك حيث سبق لعدد منهم زيارة العراق.
ونقلت (بي بي سي) عن السائحة البرتغالية وتدعى أن جيدينغ (72 عاما) قولها ان عطلة لمدة اسبوع في افغانستان فكرة غريبة تستحق المجازفة والغرابة فيها
تكمن في التمكن من مغادرة تلك البلاد والعودة الى الوطن بسلامة.
وأضافت جيدينغ انها شعرت بالحرج في بادىء الامر لدى محاولتها اخبار الاخرين عن نيتها بالسفر الى افغانستان الا ان فكرة التجول في بلد لا تزال المعارك
الحربية دائرة فيه استحوذت على فكرها وجعلتها تنضم للفريق الذي يعتزم القيام برحلات خارج العاصمة كابل.
واشارت (بي بي سي) في خبرها الى تمثالي بوذا العملاقين اللذين كانا موجودين في مدينة باميان الواقعة على بعد 128 كيلومترا شمال غربي كابل واللذين دمرا على أيدي قوات طالبان العام الماضي.
وبينت كيف كانت تلك التماثيل تستقطب اعدادا كبيرة من السياح الذين اعتبروها رمزا سياحيا بارزا يستحق عناء القيام بزيارة الى افغانستان.
يذكر ان وزارة الخارجية البريطانية كانت قد حذرت مواطنيها من زيارة افغانستان بسبب الوضع الامني الذي لايزال متوترا على الرغم من جهود القوات الدولية
الموجودة هناك لاستتباب الامن و مكافحة الارهاب. من ناحية اخرى، وامام تزايد الانتقادات ،اكد الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في افغانستان الاخضر الابراهيمي في حديث خاص لوكالة فرانس برس على وجوب التحلي بالصبر في اعادة اعمار بلد دمرته 23 سنة من الحروب.
وقال الابراهيمي ان الامن يبقى الشاغل الرئيسي لدى الافغان، حكما وشعبا، لكنها مشكلة لن تحل الا على المدى الطويل وفي افضل الحالات على المدى المتوسط، مؤكدا ان افغانستان لا تستطيع اعادة بناء نفسها في غضون بضعة اشهر.واعتبر ان ما هو اكثر خطورة ومدعاة للقلق ليس الاحداث بل الجو العام من اللاقانون حيث لا يشعر الافغاني بأمان على الدوام ومن هذا المنطلق لا يوجد تقدم حقا. وردا على سؤال حول احتمال انتشار القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) في مدن اخرى غير كابول كما ترغب السلطات الافغانية، اكد مسؤول الامم المتحدة انه لا يوجد اي تقدم في هذا الصدد، مضيفا ان الدول القادرة على فعل ذلك لا تزال مترددة وتقول انها لا تملك قوات او ان لديها التزامات
في اماكن اخرى.لكن الابراهيمي دافع عن مستوى الالتزام الدولي فقال ان المجتمع الدولي حاضر تماما وراغب بالمساعدة اكثر مما يفعل في اوضاع اخرى. ومستوى اهتمام والتزام الاسرة الدولية يبقى مرضيا ومشجعا.
وردا على انتقادات مسؤولين افغان بشأن التباطوء في توفير المساعدة الموعودة لاعادة الاعمار، قال الابراهيمي ان مستوى وصول المال اعلى بكثير وبشكل
ملحوظ من المعدل الوسطي في اوضاع مشابهة. ونفاذ صبرهم، الذي يمكن فهمه تماما، ناجم الى حد كبير عن آمال مفرطة اكثر من تحليل موضوعي لما هو
ممكن فعله.
اما لجهة بسط سلطة الادارة المركزية في سائر انحاء البلاد، فلفت الابراهيمي الى ان الامال هنا ايضا اكبر بكثير. فالانجازات ليست بمستوى هذه الامال لكن
هناك تطورات كبيرة مثل اجتماع حكام الولايات (السبت) واتفاق الجمارك في هراة (غرب).
والمح الابراهيمي الى ان ذلك لا يزال غير كاف معتبرا ان كسب هذه الحرب سيتم في اليوم الذي سيكون لديكم حكومة تسيطر على البلاد. لا طريق مختصرة،
لانكم اذا اردتم الا تكون افغانستان بعد اليوم التربة التي تنتج الارهاب يجب ان يكون هناك حكومة مسؤولة تسيطر على البلاد وتمنع استخدام اراضيها وشعبها.
وقبل ايام حملت كل من كابول واسلام اباد الاخرى المسؤولية عن اعادة تنظيم محتملة للقاعدة وتبادلتا الاتهامات بعدم القدرة على بسط السيطرة على كل
اراضيهما.