هل جاء الوقت ان نقول للون الواحد كفى.
هل حل موسم الاستحقاق لأن نتجاوز الهمس الى التصريح , اذا لا يمكن العيش في لحظة تاريخية وتأبيدها دون اعمال النظر في ان هذه اللحظة قابلة للتغيير والمراجعة والتكييف واعادة الحساب ودراسة المصلحة وفق الأولويات حيث الارتباط بالظرفية والامكانية. والتعامل مع الواقع الراهن, وعدم التعالي عليه وانكاره كضرب من العمى ينكر الحقيقة الصلبة الراسخة, ويقفز عنها الى حالة تعميمية لا تبدو كذلك الا أنها بعيدة في الزمان ومحجوبة بفرز مضلل وبانتقائية فاقعة تبرز الناصع وتخفي الضعف البشري المعتاد ونوازعه الى السلطة , وكتاب التاريخ مفتوح على مصراعيه لمن شاء ان يقرأ وان يتبصر في ان الحال ليس كما يتصورونه , ان فتنة السلطة والدم الذي سال بين يديها منذ فجر تاريخنا يجعلنا نتوقف قليلا عندما تثار مسألة الماضي , كأن شيئا لم يحدث, كأن شيئا لم يتغير, كان ذلك واقعا تعامل معه اصحابه بمنطقهم البشري وبمصالحهم التي أملت عليهم التصرف المناسب, وفق ذلك المنطق, فهل نستبدل واقعنا الراهن بواقع بعيد , وندير نافورة الدم والتدمير في جميع بقاع العالم مشعلين نار الإلغاء.
هل نعي اننا لسنا وحدنا في العالم, وان هذا العالم لن يكون على الرغبة والهوى والاخضاع والاملاء, وان هذا العالم قائم على التعددية والاختلاف والمناطق المشتركة غير المحسومة وغير الخاضعة لطرف دون آخر, يقاسمه هواء الأرض وكينونته كـانسان منزوعة عنه لواصق الجغرافيا , ويحق له العيش بسلام وأمان, وفي حرية واختيار ما يريده لنفسه ولوطنه.
