عزيزي الصائم, ماذا يعني لك الصيام؟
سؤال قد تطرحه على نفسك وتتلمس له الجواب الشافي.. والانسان بعمله المحدود في الماديات لا يدرك حكمتها العظمى فكيف بالعبادات!! ان الصوم عزيزي الصائم عبادة جليلة اذا اريد بها وجه الله تعالى.. واذا ما اخلصت النية وصفت لربها.. ويكفي الصوم شرفا وجلالا وقدسية ماورد في الحديث القدسي الشريف عن الله تعالى:
(الصوم لي وأنا أجزي به)..
نعم الصوم هو الامساك عن المفطرات من الفجر الى الليل مع النية.
ومع كونه امساكا الا أن له غايات سامية وحكما غاية في المثالية ونفع الانسان دنيا وآخرة. من ذلك ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه القيم: زاد المعاد.. قال مانصه: (المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات وفطامها عن المألوفات, وتعديل قوتها الشهوانية لتستعد لطلب مافيه غاية سعادتها ونعيمها..)
ويضيف بقوله عن الصيام:
(وهو لجام المتقين, وجنة المحاربين ورياضة الأبرار المقربين, وهو لرب العالمين من بين سائر الأعمال, فان الصائم لا يفعل شيئا, وانما يترك شهوته وطعامه وشرابه من اجل معبوده, فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها ايثارا لمحبة الله ومرضاته, وهو سر بين العبد وربه لايطلع عليه سواه..) عزيزي الصائم, والصوم في حياة المسلم له عدة معان سامية بالاضافة الى كونه عبادة مفروضة وركنا من أركان الاسلام. له معان كبيرة.. تتجلى فيها بعض حكمة الصوم, منها الحرية والصحة وإنكار الذات وقيمة الوقت.
يقول العقاد: ان الصيام يحرر الانسان من رغبات الجسد وشهواته, فيملك الانسان بالصيام حريته بعد ان كانت هي المالكة له وهو الأسير لها في بقية شهور السنة, ان الصوم مدد قوي لتزكية النفس وتهذيب الروح وتحمل اعباء المشاق. وبناء الشخصية على تقوى الله تعالى ويكفي الصوم شرفا ان ينمي في الانسان غنى النفس ومعنى غنى النفس هو التحرر من ماديات الدنيا وسفائفها مقابل التعلق بالمثل العليا والملأ الأعلى.
