أخبار متعلقة
فعلها توم هانكس وميج راين في العمل الكوميدي الذي قدمته السينما الامريكية باسم (وصلك بريد).
ولكن الغزل وعبارات الاطراء والهيام بالجنس الآخر عبر اثير الانترنت ليس ضمانا او (كارت بلانش) لعدم اصابة المرء بحالات من خيبة الامل والبكاء على الاطلال والتي تمثل جوهر تجربة الانسان عندما تصيب اوتار قلبه المرهف سهام (كيوبيد) ويقع في حبائل الحب.
عربيا :
قد يكون الاهتمام بمثل هذه المواقع اقل عربيا وذلك لاسباب اختلاف العادات والتقاليد عن الغرب الذي ابتدع الفكرة وغالبية ما يوصف به الباحث عن تلك المواقع انه فاقد للمصداقية لانه يعتبر تلك المواقع في الغالب مواقع تسلية وتلبية لنزعاته واغراضه الشخصية.
وقد تهتم طبقة صغيرة بهذه الوسائل فتجد ان بعض المواقع العربية او الخليجية او السعودية تضع في صدارة مواضيعها باب التعارف او التزاوج وذلك بغرض زيادة عدد المشتركين في الموقع ومن خلاله تحقق مردودا اعلاميا مجزيا للموقع من خلال عدد الزوار.
وقد يجد او يعتقد بعض طالبي الزواج في تلك المواقع خصوصا طريقا لكي يتقدموا خطوة في طريق الزواج ولعل تلك الطلبات تتعرض غالبا للرفض او الانقطاع لسبب من الاسباب واولها هو عدم ملامسة شخصية الطرف الاخر جديا، واختفاء عيوب تلك الشخصيات واحتمال وجود فروقات في العادات والثقافات الامر الذي يحدث فجوة كبيرة بين الطرفين ومن ثم استحالة السباحة عكس التيار.
ولكن تبقى المنافسة بين المواقع على الشبكة السحرية في مجالات عدة مشابهة لهذا المجال ولكن لكل نفس ما تهوى.
الا ان الاكيد ان هذه المواقع هي في الحقيقة مجرد مواقع بسيطة لاطائل من ورائها فهي لتمضية الوقت واشغال الشباب بمواضيع هم على معرفة بأنها غير ذات فائدة ولاشباع حاجات معينة في نفس مرتادي هذه المواقع.
غربيا :
هناك العديد من الوكالات الخاصة بترتيب اللقاءات الغرامية عبر تلك الوسيلة المبتكرة بألمانيا فيما يطلق عليه سوق الحب حيث زادت اسهم مواقع القلوب الحائرة على الشبكة السحرية التي اصبحت تقدم خدمة سريعة مطلوبة يمكن ان يطلق عليها الآن خدمة توصيل الحب للمنازل بسبب ايقاع الحياة السريع. وعلى سبيل المثال، هناك وكالة متخصصة لخدمة اشخاص لا يكفون عن الولع باقامة علاقات غرامية (دائمة او حتى عابرة) وهي تقدم خدماتها الشديدة الخصوصية للاشخاص الراغبين في التعرف على الآخرين واجراء الاتصالات اللازمة. اما وكالة ماما وبابا والابناء دوت دي، فهي تقوم بترتيب لقاءات خاصة بين الامهات والآباء غير المتزوجين.
وتقول سوزان كونيكي في معهد الدراسات الاعلامية التابع لجامعة هينريخ هيني بمدينة دوسلدورف (لقد ادركت منذ اعوام ان الكثيرين الذين يبحثون عن شريك لهم على شبكة الانترنت يعثرون بالفعل على هذا الشريك) الملائم. وتتعرض الرسالة العلمية التي اجرتها كونيكي الى سلسلة الالعاب الالكترونية التي تعرف باسم (مدز) او الزنازين متعددة اللاعبين. وهي ألعاب تعتمد على المغامرات وتوجد على موقع تيلنت على الانترنت وتم تصميمها على نمط ألعاب اللوحات التي كانت تتمتع بالشعبية في السبعينيات والثمانينيات. ولكنها خلال التسعينيات شقت طريقها الى شبكة الانترنت.
وتؤكد انها اكتشفت ان الاتصال على شبكة الانترنت يجري وفق نمط معين. وان اللقاء الفعلي بين الطرفين يتم عقب فترة من تبادل الرسائل الالكترونية او جس النبض تليها مرحلة الحديث عبر الهاتف. ثم يتبادل الاشخاص الحديث في غرف الدردشة على الانترنت من خلال مقاطع من العبارات. ولكن من الواضح ان تطور العلاقات في سلسلة العاب مودز الالكترونية لا يختلف كثيرا عما يحدث في الواقع، حيث (يكون امامك صورة واضحة لنصفك الآخر الذي تريد ان تلهو معه او معها).
وتقول كونيكي (ان الاستعداد للمساعدة على سبيل المثال يمكن ان يختبر من خلال هذه الالعاب). ويمكن كذلك للصور التي تعرف باسم (ايموتس) ان تكون من بين العوامل المساعدة. ويقصد بها الصور التي يمكن تزويد الرسالة بها من اجل السماح للاعبين بأن يلتقو ا بالاحضان او يوجهوا حتى الصفعات او يربتوا على بعضهم البعض او حتى يركلوا بعضهم البعض) بصورة واقعية.
وتتركز الحواس، عند الاتصال عبر شبكة الانترنت، على قراءة الاحرف على الشاشة. وتوضح كونيكي (انني لا استطيع ان اشمه او اسمعه او آراه او اشكل اي رأي خاص عن ضحكته او تعبيرات وجهه. فان كل هذه العناصر تكون ملغية).
واكتشفت عالمة الاعلام ان السرية تدفع المشاركين الى الكشف تلقائيا عن امور خاصة بحياتهم الخاصة بمعجل اسرع مما يفعلون في الواقع.
وتقول كونيكي في عبارات علمية مجردة (تخيل انك تجلس وحيدا اثناء واحدة من تلك الليالي الخوالي امام جهاز الكمبيوتر الخاص بك عندما يوفر لك احساسك بالامن الناجم عن السرية شعورا فجائيا بأن هناك شخصا ما على الطرف الآخر تستطيع ان تبوح له بمكنون صدرك. ان وهم تآخي الارواح دائما ما يستتبع هذا الشعور حيث سيصبح محدثك على الجانب الآخر، الذي لا يحمل في مخيلتك وجها او جسدا، تجسيدا للشريك المثالي).
ولكن هذه الاحلام الوردية كثيرا ما تتحطم عند اللقاء الاول اي حين يظهر الطرفان على حقيقتهما في كل شيء واكتشفت كونيكي ان البعض يحاول تجاهل الشعور الواضح بالغربة خلاله.
ويندفعون بالرغم من ذلك الى علاقات على نمط عبارات (انه فتى احلامي ولا يمكنك خداعي) ولكن في الاسابيع التالية، لا يمكن الحفاظ على جذوة الخيال.
ولا تدري الباحثة بوجود اي نماذج ايجابية لهذه الحالات مثل الزواج او الابناء او تأسيس منزل معا. فهذه روايات لاشخاص التقوا بمحض الصدفة وظلوا على صلة لبعض الوقت دون الانشغال بالبحث عن شريك آخر خلال تلك الفترة).
وتتفق مع هذا الرأي هنريكا فروشلينج التي تدير وكالة بارشيب لترتيب اللقاءات الغرامية في هامبورج وتقول (ان الانترنت هو مكان مثالي للبحث عن شريك). ان اجراء اختبار شخصية مكون من مائة سؤال يساعد وكالة بارشيب على القيام بمضاهاة الاشخاص ذوي الصفات الشخصية المتقاربة حيث تتم تغذية صورة الشخصية التي تم تكوينها عن طريق الاختبار في قائمة بيانات الوكالة ويجري مضاهاتها بخمس شخصيات اخرى من المشاركين على الاقل لاختيار شريك المستقبل المثالي.
وتكون هذه المرحلة الاولى مجانية. ولا يكون هناك اجر مستحق الا عندما يحزم العميل امره ويشرع في طلب ترتيب اول لقاء خاص مع من يختارها آدم او تختاره حواء من بين اكثر من قائمة واسعة من المعروض. ومن الممكن ان يتم ذلك عبر البريد الالكتروني في البداية حسب رغبته. وتقول فروخلينج ويفضل هذا الاختيار اولئك الذين يحرصون على اضفاء اطار من السرية على اشارة المضي.
وتستهدف الوكالة اولئك الذين يبلغون من العمر ثلاثين عاما او يزيد وتقول فروخلينج ان لديها قائمة طويلة من العملاء تضم 32.000 شخص من اصحاب القلوب الخالية او الحائرة.
وتضيف انهم اناس ليس لديهم الوقت او الرغبة في ان يتركوا الامر برمته لتصريف الصدف وهذا هو المجال الذي تتميز فيه وكالة ترتيب اللقاءات الغرامية عن غرف الدردشة على شبكة الانترنت او مواقع الحوار المفتوح ومثيلاتها. ففي عالم يتسم بالايقاع السريع، يبدو ان عدد العزاب قد ارتفع وان تقبل وكالات ترتيب اللقاءات الغرامية قد ازدهر بشكل غير مسبوق نتيجة لذلك.
وتؤكد احدى الدراسات التي اجرتها مؤخرا مؤسسة اي ام ان اي دي لابحاث السوق في مدينة بيليفيلد هذا التقييم. واذا ما استخدمت اجابات الاشخاص موضع الدراسة البالغ عددهم قرابة 1.500 شخص لاستنتاج رأي الشعب الالماني باكمله، فان هناك 3.32 مليون ألماني يمكنهم تصور انفسهم يتوجهون الى الانترنت لاقامة علاقة غرامية عابرة او دائمة طبقا لتقديرات استقرائية.
وتشير وكالة ايه او ال جيرماني المتخصصة في تقديم هذه الخدمة عبر الانترنت عقب استفتاء الرأي الذي اجرته ان هناك في الوقت الراهن 9.8 مليون شخص ممن يصارعون امواج الحياة السريعة الايقاع يستخدمون الانترنت لتكوين علاقات من هذا النوع. ويعجب الناس بعدم وجود قيمة للزمان او المكان من خلال هذه الخدمة المميزة بالاضافة الى السرية او الخصوصية الشديدة التي توفرها عبر اثير الانترنت. فان غرف الدردشة على الانترنت ومراسلات البريد الالكتروني الجماعية ومواقع النقاش تعد اماكن مناسبة او مثالية لترتيب اللقاء المنشود كما يمكن للعزاب ايضا ان يتفحصوا الاعلانات الصغيرة في مجلات معـينة على الشبكة السحرية نفسها.
وتؤكد احدث الدراسات الميدانية في سوق ا لحب والزواج ان اكثر من 60.000 الماني دخلوا عش الزوجية بارجلهم بعد ان اصاب سهم الحب الهدف عن طريق هذه الخدمة السريعة وعبر اثير شبكة الاتصالات الدولية نفسها.
واخرى عربية