المتابع للأوضاع في المملكة يلاحظ أن السعوديين يعملون ويحاولون الوصول أو تحقيق الأهداف التي يرغبون في الوصول إليها بجهد وبسرعة كبيرة جدا إلا أنهم ورغم كل ذلك التعب والجهد يصلون متأخرين للغاية وبعد فوات الأوان. في بعض الأحيان نتمنى أننا لم نصل أو أن نحقق ذلك الإنجاز لأننا أصبحنا مطالبين بتحقيق إصلاحات أو تطوير برامج أكثر وأفضل مما قمنا بعمله وصرفنا عليه وبالتالي نصبح في صراع مستمر بين ضرورات اليوم ومتطلبات الغد التي يجب التعرف عليها من خلال رسم السياسات والبرامج وإعداد الخطط الاستراتيجية المناسبة.
وتصديقا لما ذكرت على سبيل المثال لا الحصر.. مناهجنا التعليمية كنا في السابق جميعا بمفكرينا وبأساتذة جامعاتنا وبكبار المسؤولين ندبج القصائد والخطابات والمقالات الرنانة بأن التعليم بخير لنكتشف عندما وقعت أحداث 11/9 أن كل مناهجنا وأساليبنا التربوية كانت بحاجة ماسة إلى مراجعة وتقييم وتطوير. اليوم وبعد مرور عامين كنا نعتقد أن تغيير المناهج يكفي للحد من وجود إرهابيين قد يهددون أمن وطننا وسلامته ولم يع الإعلام والمفكرون وكتاب الرأي والأئمة والخطباء هول المشكلة إلا بعد أن حدث ما حدث في الرياض يوم 9/11 قضايا كثيرة أيها السادة تدل على الوصول المتأخر لمؤسساتنا وهيئاتنا منها قبل عامين فقط كنا نتحدث عن الثماني جامعات وكأننا قبلة العلم في العالم وأندلس الشرق ثم نفاجأ بأن تلك الجامعات لم تعد قادرة على قبول خريجي الثانوية العامة والأسوأ من ذلك غير قادرة على تزويد القطاع الخاص بالشباب المؤهل للعمل في هذا القطاع مما يعني ضرورة الاعتماد على التعليم الأهلي والجامعات المفتوحة ( التعليم عن بعد ) ورغم أن وزارة التعليم العالي ما زالت تعيش زمن معادلة الشهادات الا انه ما زال هناك إصرار غير مبرر على الوقوف بجد أمام كل تحديث قد يخل بمصالح البعض. العالم ينتقل لمرحلة جديدة من أساليب التعلم والتدريب لا يمكن إلا أن تكون التقنية جزءا أساسيا وعاملا مهما فيها وسيهتدي الاخوة في وزارة التعليم العالي للحل بعد أن تصبح المشكلة أكثر تفاقما مما هي عليه الآن. والحقيقة التي يجب مواجهتها أن هناك مشكلات ونحن مطالبون بالإصلاح والصلاح بالعمل وبذل الجهود لخير أمتنا ودولتنا ولكن السؤال الذي لم أستطع الإجابة عنه لماذا نصل متأخرين دائما؟