أخبار متعلقة
اكدت الحسابات الفلكية ان الثلاثاء المقبل اول ايام العيد مع عدم اكتمال رمضان ثلاثين يوما..وادى تعدد الحسابات الفلكية الى انقسام الدول الاسلامية قبل ان تتأكد صحة بداية رمضان في المملكة. اكد الباحث الفلكي جبر الدوسري ان يوم الثلاثاء المقبل سيكون اول ايام عيد الفطر السعيد استنادا للحسابات الفلكية المؤكدة مشيرا الى ان الدول التي صامت مبكرا خالفت كلا من الحساب الفلكي و الرؤية المجردة. واشار الدوسري الى ان وجود كسوف للشمس يوم الاثنين دليل على وجود القمر في كبد السماء و استحالة دخول شهر شوال يوم الاثنين المقبل الامر الذي يؤكد صحة دخول رمضان الذي اعتمدته المملكة. واوضح الباحث انه لا مبرر من تشكك البعض في اول ايام رمضان رغم ان كافة الاشارات تؤكد صحته في المملكة و خطأ المخالفين من الدول الاسلامية الاخرى. وارجع الباحث الفلكي سبب الخطأ في حسابات بعض الراصدين ومنها تقويم ام القرى والارصاد المصرية و من تبعهم في تحديد بداية شهر رمضان يعود الى اعتماد الحاسب الآلي على حساب ظهور القمر في ليلته الاولى لثلاث دقائق رغم انه محاق و لا يعتد به شرعا. واضاف ان الحسابات الدقيقة في مثل هذه الحالة النادرة ان تحسب دقائق ظهور القمر في الليلة التالية فاذا لم تتجاوز الساعة فيعتبر القمر في ليلته الاولى و لا يعتد بظهوره غير مضيء لدقائق قليلة في ليلته الاولى لاستحالة رؤيته.
واوضح الدوسري ان الحسابات الفلكية لا تتعارض مع مبدأ الرؤية و ان كانت عاملا مساعدا لتأكيد ظهور القمر مبينا ان تحديد ظهور القمر اسهل بكثير من الكشف عن مواعيد الكسوف او الخسوف التي لم تعد تخطئها الحسابات الفلكية.
وفي سياق متصل أكد الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك التابع للجامعة العربية ومقره الاردن في بيان حصلت "اليوم" على نسخة منه استغرابه من اعلان دول عربية يوم الاحد اول ايام رمضان دون استناد للحسابات الفلكية او الرؤية البصرية.
وجاء في نص البيان إنه في مساء يوم السبت غاب القمر في عمان والقاهرة بعد غروب الشمس باقل من خمس دقائق فقط، وبالطبع تستحيل رؤية الهلال في مثل هذه الظروف، حتى باستخدام أكبر المراقب البصرية.
وأضاف: إنه ولتأكيد هذه الحقيقة فقد قامت الجمعية الفلكية الأردنية بتحري الهلال يوم السبت باستخدام الطائرات وكان فريق التحري مزوداً بمنظار فلكي .. وعلى ارتفاع 4 كيلومترات عن سطح البحر يكون الغلاف الجوي نقياً جداً وخالياً من الأتربة والملوثات .. وبالطبع لم يتمكن الراصدون من رؤية الهلال.
وعلق البيان على الحادثة: فإذا لم يتمكن الفلكيون العارفون بموقع القمر تماماً من رؤية الهلال حتى باستخدام المنظار، ومن على هذا الارتفاع الشاهق .. فإنه مدعاة أن يرى الهلال من قبل شخص عادي على سطح الأرض بعينه المجردة. وأكد البيان، أن الجمعية الفلكية الأردنية تلقت نتائج رصد الهلال من قبل راصدي الأهلة المنتشرين في حوالي ستين دولة في مختلف أنحاء العالم من اندونيسيا شرقاً، إلى الولايات المتحدة غرباً، وأكدوا جميعهم عدم ثبوت رؤية الهلال يوم السبت، حتى باستخدام المراقب الفلكية. ونقل بيان الاتحاد العربي لعلوم الفضاء، عن أحد أعضاء اللجنة الأردنية الرسمية لرصد الأهلة، قوله: إن أحدا في الأردن لم يشهد برؤية الهلال، وإنما كان هناك قرار متخذ في الأردن قرر اتباع جمهورية مصر في ذلك، وفق ما أورد البيان. مع الإشارة إلى أن المصريين أعلنوا ثبوت رؤية الهلال بشهادة أحد المواطنين في محافظة سوهاج في الصعيد المصري، ووصف البيان هذه الشهادة بأنها "تخالف جميع الحقائق العلمية القاطعة". وتساءل البيان، عن دور مرصد "حلوان" في مصر، الذي يعتبر من أقدم المراصد، التي اعتمد عليها المسلمون طوال القرون الماضية، إضافة إلى علماء الفلك المصريين الذين لم تتم استشارتهم قبل أن تقبل شهادة من ادعى رؤية الهلال.
كما اعتبر البيان اتباع الأردن لمصر في هذا الشأن بأنه "محزن"، مع الإشارة إلى أن الأردن يحتضن مقر الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، كما احتضن الأردن ثلاثة مؤتمرات عربية لعلوم الفلك، خلال السنوات الماضية، إضافة إلى الطلعة الجوية الفريدة من نوعها في العالم لرصد الهلال بالطائرة. وقال البيان في هذا الصدد: إن كل هذه السنوات من البناء والنشر والتطوير لعلم الفلك في العالم العربي من قبل الأردن يتعرض الآن للضياع، بسبب قرار بعيد كل البعد عن كل ما هو علمي ومنطقي.
وشدد البيان على أن المشكلة لا تكمن في صوم يوم إضافي من عدمه فالمشكلة الحقيقية تكمن في أن مواعيد العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أصبحت خاطئة، فالليالي الفردية أصبحت زوجية والعكس صحيح .. إننا نرجو المسئولين أن يراجعوا أنفسهم فنحن الآن في القرن الحادي والعشرين في عصر العلم والتكنولوجيا، فمن العار علينا تهميش العلم، والعمل بخلافه بهذه الطريقة.
واستعرض البيان عددا من الحقائق العلمية التي تؤكد أن رؤية هلال شهر رمضان المبارك، كانت مستحيلة مساء يوم السبت الماضي، مما يعني أنه يجب أن يتم حكماً إتمام عدة شهر شعبان ثلاثين يوما. وأعرب البيان عن اعتقاده بأن من ادعى رؤية الهلال إنما شاهد كوكب الزهرة اللامع في تلك الليلة، وأشار البيان إلى أنه لطالما أخطأ الناس فيه وظنوه الهلال، خلال السنوات الماضية. وحول تكرار الاخطاء الفلكية قال الفلكي:اذا تخلى الفلكيون عن أخطاء أكاديمية معينة في صميم حساباتهم فإن المشكلة ستكون محسومة، وسيتوافق الحساب الفلكي السليم مع الرؤية الشرعية اليقينية للأهلة. ومن البحرين تطرق الفلكي محمد كاظم حبيب لأهمية الاخذ بما سماه التقويم الهجري الأبدي والمبني على يقينيات علمية مثبته في القرآن الكريم والسنة ، خلافاً للحسابات الأكاديمية التي أثبتت التجارب العملية على مدى سنوات متوالية في العالم الإسلامي عدم دقتها وتضاربها بشكل يجعلها ظنية لا يُعتمد عليها. واكد حبيب الحاصل على براءات اختراع تتعلق بتحديد الشهور الهجرية على ان التجربة العملية أثبتت على مدى السنوات العشر الماضية مطابقة نتائج حسابات التقويم الأبدي مع الرؤية الشرعية اليقينية.
واضاف انه من حيث اختلاف المطالع فقد حسم علماء الإسلام منذ القدم المسألة بان رؤية الهلال في بلد هي رؤية لبلاد المسلمين جميعا، والحديث الصحيح "صوموا لرؤيته" خطاب عام للمسلمين جميعاً باعتبارهم أمة واحدة؛ فأي مسلم في أي مكان رأى الهلال رؤية يقينية شرعية فرؤيته رؤية للمسلمين جميعا.
و اشار الى ان مسألة الخلاف بين الأخذ بالرؤية الشرعية والحساب الفلكي يمكن حلها بإيجاد الحساب الفلكي السليم الذي يتوافق مع الرؤية الشرعية؛ إذ كل حساب فلكي يختلف مع الرؤية الشرعية اليقينية لا عبرة به. واكد الباحث أن الحساب الفلكي السليم والخالي من الأخطاء الأكاديمية المشهورة سيتوافق مع النصوص الشرعية؛ لأن العلم اليقيني والنصوص الصحيحة من القرآن الكريم من مشكاة واحدة، وظهور التقويم الأبدي الذي يتفق مطلقاً مع الرؤية الشرعية اليقينية قد حل المشكلة ولله الحمد. واعتبر ان اخطاء الفلكيين المتكررة أكبر وأخطر من أخطاء شهود الرؤية البصرية، لما ينجم عنها من اختلاف بين الأمة لا مبرر له والتقويم الأبدي على استعداد تام ليقدم للأمة حسابات يقينية شرعية لغرر الشهور القمرية إلى آماد طويلة جداً. وفي محاضرة للدكتور وهيب الناصر عميد كلية العلوم بجامعة البحرين نظمها بيت القرآن الكريم بالتعاون مع الجمعية الفلكية البحرينية اكد المحاضر على اختلاف علماء المسلمين من حيث المعايير التي تحكم رؤية الهلال ومطلعه. واضاف أن أفراداً قد يكونون خارج دائرة تلك المعايير حيث يمتلكون من القدرات والمهارات البصرية ما يجعلهم ممن يطلق عليم اسم "الشوافة".
ثم أشار الدكتور الى بعض المعايير المتبعة عند بعض الشعوب كالبابليين الذي لا يستهلون الهلال إلا إذا كان عمره يوما وهو بالطبع معيار غير دقيق. وأضاف أن في العالم العربي يرى أن رؤية الهلال لا تكون إلا عند انخفاض الشمس لحظة غروب القمر بين 9 و10درجات تحت الأفق مشيرا الى أن العالم الفلكي محمد إلياس قال إن هناك معيارين لتلك المسألة وهي ضرورة وجود القمر فوق الأفق لحظة غروب الشمس والآخر كون القمر على يسار أو يمين الشمس بخمس درجات وهو على حد قوله معيار مسلّم به.
و تحدث الناصر عن مرصد جنوب إفريقيا الفلكي الذي يربط بين ارتفاع الهلال والبعد البؤري، وختم تلك المعايير بمعيار المكث الذي يشير الى أن رؤية الهلال لا تكون إلا إذا بلغ الهلال من العمر 22دقيقة على الأقل. وأشار الدكتور وهيب الى قمر الحصاد وكيفية معرفة التربيع الأخضر وتطرق الى وسائل البدو في معرفة عمر القمر وبالتالي معرفة عدد أيام الشهر. كما تحدث عن تجربة عماد مجاهد والتقويم الفلكي العربي الإسلامي الذي يرى أن المعيار في رؤية الهلال يكمن في كونه لا يرى إلا في الليلة الثالثة في حين أخذ الدكتور وهيب على هذا التقويم لكونه لم يدرج أسباب ومعايير اتخاذ أوائل الشهور القمرية ضمن مراجعه. كما عاب على التقويم الهجري العالمي تقسيمه العالم الى قسمين شرقي يضم موريتانيا والآخر غربي يضم الإكوادور مما دفعه الى الانسحاب من اللجنة. كما نوه الدكتور الى بعض المعايير المستخدمة في التقويم الإسلامي الموحد كاستخدام إحداثيات الكعبة كمركز في الحساب وأساس لهذا التقويم، الاستعانة بتوقيت مكة المكرمة، أن تكون لحظة غروب الشمس في مكة هي بداية اليوم الهجري وغيرها من المعايير.
واستعرض الدكتور الناصر ابعاد ما اعتبره كارثة عام 1420هـ حيث برزت ثلاث فرق كل فرقة اتخذت يوما لرؤية الهلال ففي المملكة والأردن والمغرب ومصر اعتمدت رؤيته في السابع من يناير و في نيجيريا رؤي في الثامن أما الهند وباكستان فرأتاه في التاسع مما يشكل مشكلة كبيرة أرجع أسبابها الى التقسيمات الجغرافية من جهة والى الظواهر الكاذبة كالسراب القطبي و خفوت الضوء وظاهرة الاحتجاب التي استخدمها الفلكيون لبيان دقتهم الحسابية حين عمدوا الى الإعلان عن اختفاء نجم "الدبران" في ساعة معينة وتحت عين وسائل الإعلام وأكدوا بذلك مدى دقة الحساب الفلكي.
هلال رمضان