اختارت الولايات المتحدة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك لترسل للسعوديين هدية خاصة بمناسبة عيد الفطر المبارك. في سابقة خطيرة في العرف الديبلوماسي حيث صادر مكتب التحقيق الفيدرالي (اف بي آي) سجلات الحسابات البنكية التي تخص السفارة السعودية في واشنطن. يأتي هذا التصرف الخارج عن المألوف وغير المعهود في وقت تضافرت فيه الجهود السعودية الأمريكية المشتركة لمكافحة الارهاب. علل مكتب التحقيق الفيدرالي هذا الأمر بأنه جاء بناء على توصية من احدى لجان الكونجرس ووافق عليه مجلس الأمن القومي. الرد الذي يجب أن نرسله وبقوة هو أننا لا نخضع لأي ابتزاز ولا نتصرف بناء على أي توصية. المضحك في الأمر أن التحقيق يركز بالدرجة الأولى على الأنشطة المالية لمكتب الشئون الثقافية والاسلامية بالسفارة وأنشطة القنصليات السعودية في الولايات المتحدة. ونقلت (واشنطن بوست) عن مسؤولين امريكيين قولهم ان الوثائق التي صادرها مكتب (اف بي آي) من السفارة السعودية في واشنطن تتعلق بعشرات الحسابات المصرفية السعودية. لاشك ان هذا الأمر سيزيد من تعقيد العلاقة بين البلدين لاسيما ان المملكة تحاول معالجة مشكلة الارهاب والشكوك المحيطة بهذا الموضوع داخليا وعالميا.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا هذا التناقض الواضح في التصريحات والتصرفات الامريكية تجاه المملكة فلم تمض فترة طويلة على مدح الحكومة الأمريكية التعاون السعودي في محاربة الارهاب وخاصة منذ هجمات الرياض في 12 مايو الماضي واعلان البلدين تعزيز تعاونهما في مكافحة الارهاب. والمملكة أعلنت أكثر من مرة عما تقوم به لمكافحة الارهاب ومراقبة تحويل الأموال للخارج بما فيها المؤسسات الخيرية، جاء هذا القرار مخالفا لكل التوقعات المنطقية في وقت أضحت فيه تصرفات الحكومة الأمريكية أكثر بعدا عن أي شيء يمت للمنطق بصلة، وعيدكم مبارك.