في الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده للأمة الاسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لهذا العام 1424هـ تذكير بأهمية مراجعة واقع المسلمين الحالي وتصحيحه، فثمة تفرق في الصف وتشتت في الكلمة وبعد عن كتاب الله وسنة خاتم انبيائه عليه افضل الصلاة والسلام القائل في وصف تلاحم المسلمين وتعاضدهم وتكاتفهم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).. فما احرى بالامة الاسلامية وهي تتعايش مع متغيرات ومستجدات متلاحقة ان تراجع ذاتها وتوحد وجهتها وتتخذ لنفسها الموقع المناسب واللائق لها بين أمم الأرض، فالامة الاسلامية جزء لايتجزأ من هذا العالم خصها الله برسالة الاسلام مصداقا لقوله عز وجل (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وهذه الخيرية تقتضي من المسلمين التعامل مع واقعهم بما تمليه تعاليم ومبادىء عقيدتهم السمحة عليهم، وهي تتمحور في جملتها في التسامح والرحمة والدعوة بالتي هي أحسن والتوازن في كل فعل، وعدهم التطرف والتشدد والغلو، فلابد ان تكون للمسلمين مواقفهم الثابتة والمعلنة المستقاة من منهجية القرآن والسنة، فهم بحكم نصوص كتاب الله ميالون كل الميل لعمارة الارض واصلاحها وعدم افسادها، والابتعاد عن كل مسلك يؤدي الى تخريبها وتدميرها وترويع سكانها، واذا كانت هناك فئة تدعي عكس ذلك وتنتمي الى الاسلام فان الاسلام منها بريء، فمن يسعى لخراب الارض وقتل الابرياء وترويع الآمنين فانه نتاج لفكر منحرف ضال مصداقا لقول رب العزة والجلال في محكم تنزيله (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) فلابد والحالة هذه ان تتضافر جهود المسلمين للاصلاح وتقويم الاعوجاج داخل صفوفهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي اخذت عن مبادىء الاسلام ورد المنحرف الى الصراط المستقيم والعمل على دراسة الاسباب المؤدية للانحراف والعمل على علاجها واحتوائها.