قصر الإمارة التاريخي بمنطقة نجران واحد من أهم المعالم بالمنطقة وتحفة معمارية فريدة ومعجزة عصره من حيث روعة البناء والهندسة في التخطيط يبلغ عدد غرف القصر ستين غرفة تضم بين حناياها جميع الإدارات الحكومية بمرافقها ومستودعاتها ومكاتبها وموظفيها. يحيط بالقصر سور مرتفع يبلغ ارتفاعه 7 م تقريبا تحرسه أربعة أبراج دائرية الشكل في كل زاوية برج أضاف شيئا من اللمسة الجمالية على المبنى ومن محتويات القصر أيضا بئر يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام وتتميز بشكل آبار تلك الحقبة الزمنية حيث تسمى تلك الآبار بـ(المطوية) نسبة إلى بنائها دائريا بالطوب الأحمر المحروق الذي كان يستعمل آنذاك في عمارة الآبار قبل الإسلام إلا أن الجزء الأعلى منها تهدم نتيجة لدفنها ومرور الزمن عليها فأعيد بناؤها وتجديده بالحجارة أثناء ترميم القصر ليشملها الترميم أيضا. لقد تم إخلاء القصر عام 1387هـ بعد انتقال الإمارة للمبنى الجديد بالفيصلية ثم بقي مجهولا حوالي ستة عشر عاما دون استخدام كادت تقضي عليه مما أدى إلى تضرر مبانيه ومرافقه وسقوط معظم سقوفه وبعض جدرانه حتى آلت ملكيته إلى وزارة المعارف فاقترحت الإدارة العامة للتعليم بنجران تحويله إلى متحف للتراث الشعبي فكانت الموافقة على ذلك من قبل الإدارة العامة للآثار والمتاحف سنة 1403هـ وكان ذلك عبارة عن عملية إنقاذ للقصر بترميمه ترميما دائما وشاملا فكانت الخطوة الأولى وهي خطوة الحريص على أن يعود إلى وضعه الطبيعي الذي كان عليه حيث تم استدعاء واحد من المعلمين الذين شاركوا في تشييده لاستشارته في عملية الترميم. ثم بدأت بعد ذلك أعمال الترميم عام 1406هـ وشارك في عملية الترميم أربعة (معلمين) في البناء الشعبي واثنان في أعمال النجارة التقليدية وخمسة عشر عاملا من المهرة في أعمال المباني الطينية وانتهت عملية الترميم بنهاية شهر شوال عام 1407هـ وبلغت تكلفة الترميم الشاملة مبلغا وقدره مليون ومائة وخمسون ألف ريال. وقد تم تحويل جزء من القصر إلى متحف شعبي يضم العديد من القطع الأثرية وذلك بعد أن تم تزويد القصر بالإضاءة الحديثة وعدد من دورات المياه وشبكة مياه صرف صحي حديثة. هذا القصر الذي يعتبر تحفة معمارية رائعة تم إنشاؤه سنة 1361هـ أي قبل حوالي اثنين وستين عاما قام بتخطيطه والإشراف على بنائه أمير نجران آنذاك (تركي بن محمد الماضي) على أن يكون قلعة متكاملة ومكتفية ذاتيا حتى إن جزءا منه خصص ليكون مزرعة تنتج أغلب الثمر مثل النخيل والتين والحمضيات والعنب وغيرها بالإضافة إلى الخضراوات.