قرأت في احدى الصحف العربية عن مقتل ابن عاق على يد والده, وهو رجل - لمن يراه.. - طيب القلب, وان الجميع يؤكدون انه كذلك بالفعل, لكن الابن الذي ادمن الحبوب المخدرة قلب حياته الى جحيم وصار الى جانب الادمان لصا ولم يكن ذلك غريبا على اجواء المدمنين, حيث يقود الادمان الى اللصوصية, اذا لم يجدوا ما ينفقون منه على ادمانهم.. وصورة اخرى لاطفال الشوارع اعمارهم بين 10 - 12 سنة وهم من المتشردين ممن يتسكعون في الشوارع والميادين ولكن الواقع يؤكد انهم ضحايا ظروف جعلتهم يتخذون من الشارع مأوى وقد وجدوا في الادمان وسيلة للنسيان.
لكن الادهى والامر عندما يكون المدمن ابا ومسؤولا عن اسرة كبيرة ربما تتجاوز بعض الاحيان الابناء الثمانية.. فما مستقبل هؤلاء الابناء ومستقبل الزوجة الصبورة والتي ربما تتعرض لكلمة - طالق - اكثر من مرتين في اليوم حسب ما ترويه احدى زوجات المدمنين.. واصراره على ادمان الكحول, بالاضافة الى المخدرات الكيميائية والتي تحول الانسان, الى كائن فاقد لكل القيم الاجتماعية مجتمعة..؟
ان مشكلة تعاطي المخدرات كظاهرة فرضت نفسها على العالم اصبحت تهدد مستقبل المجتمعات. والمدمنون كالسوس الذي ينخر في جسد المجتمع ويلاحظ ان حجم المشكلة تختلف من مجتمع لآخر كما ان كيفية محاكمة المدمنين واعادة تأهيلهم ترجع لطبيعة المجتمع واستعداده للتعاون وانقاذ البشرية من هذا المرض الشرس. فالخسارة ليست بلغة المال مادية وحسب انما الخسارة بشرية وهي الخسارة الحقيقية التي تؤثر على التنمية البشرية.. وقد ذكر الاستاذ فاروق جويدة في هذا الشأن: (اذا كان الماضي قد ذهب والحاضر يوشك على الرحيل, فان المستقبل مازال بين ايدينا حيث نستطيع ان نشكل ملامحه كما نريد, والماضي والحاضر والمستقبل في النهاية هم البشر).
اذا يجب ان يكون الانسان هو الهدف والغاية لذلك وجبت حمايته من نفسه.
ومن المتعين بالتالي, ان يبدأ العمل دون ابطاء في اعادة تقييم خطط معالجة الادمان ووضع برامج مبتكرة لإزالة الغياب المعرفي بمضار الادمان وتقييم طرائق العلاج الآنية.
فنحن نعيش في عالم لامجال فيه للضعفاء ولا امل فيه للجهلاء ومعيار القوة, هو العلم والمعرفة, لان المدمن ان كان طالبا فهو متقاعس عن دروسه, وان كان موظفا فهو الحاضر الغائب.
لذلك يجب ان يكون هناك دراسات تتبعية لحالات المدمنين, حتى يتم الوقوف على حالهم اولا باول وان يكون في كل حي جماعة من المتطوعين نساء ورجالا يجتمعون حسب خطط مدروسة وفقا لخصوصية المجتمع ووضع هذه المشكلة في بؤرة الاهتمام والتركيز على الحلول المناسبة لها والقيام بعملهم بعد تدريبهم من قبل مكافحة الادمان. مع تحديد استراتيجيات لتعديل سلوكيات واتجاهات المرضى نحو التعاطي والادمان, حتى تتم مساعدة المدمنين على الدمج في المجتمع ومساعدتهم على البعد عن المؤثرات المحيطة التي يعيشون فيها. وعلى العمل الجماعي, ضمن حلقات الحوار والاستماع.
قول: ايليا ابو ماضي
==1==
وأرفق بأبناء الغباء كأنهم==0==
==0==مرضى فإن الجهل شيء كالعمى==2==