مساء الشرقية هذا اليوم ساخن رغم تلبد الغيوم في سمائها، فالجبهة الرياضية بدأت تشتعل منذ عدة ايام لتبلغ ذروتها هذا المساء بلقاء يجمع الجارين الاتفاق من الدمام والقادسية من الخبر.. ولمن لا يعرف خلفية هذا التنافس اقول ان كرة القدم ليست فقط هي محور التنافس بل ان المدينتين منذ عشرات السنين في تنافس محموم في كل المجالات العمرانية والتجارية والسياحية وحتى مع الاعلان عن امانة تجمع المدينتين فان اهل المدينتين كانوا ومازالوا يعيشون مرحلة المنافسة والمقارنة بين كل صغيرة وكبيرة.
وعلى كل فان كرة القدم كانت لمرات عديدة معيارا لمثل هذه المقارنة واصبح مشجعو كل فريق يزعمون حق زعامة الكرة في الشرقية بل حتى مسئولي الفريقين جعلوا من هذا النزال معركة لابد من الفوز فيها. وبعيدا عن هذا التنافس العجيب فان الاتفاق والقادسية يلعبان مباراة اليوم بحسابات مختلفة.. فالنقاط الثلاث ستغير ملامح كثيرة في مسيرة الفريقين وكرسي الوسط الذي يتنافسان عليه قبل المباراة قد يقفز بالفائز لمراكز متقدمة تدفعه للمنافسة على احد مراكز المربع ويقذف بالخاسر في حسابات الهبوط والبقاء. وعلى هذا الاساس فان المتوقع ان يسود التوتر اجواء المباراة، وان تكون البداية ساخنة عكس كل اللقاءات التي تبدأ بجس نبض بين الطرفين.
اما فنيا فأجزم بأن الفريقين يملكان مقومات للتسجيل والابداع، رغم ان القادسية مازالت تعيش صدمة انتقال سعود كريري وسعيد الودعاني وايقاف الرويعي ومشاركة الخالدي وعبده حكمي مع منتخبنا للشباب، وهو حال مشابه ولو بشكل اقل للاتفاق الذي يفتقد سعد العبودي لمشاركته ايضا في كأس العالم بالامارات. ومع كل ذلك فاعتقادي ان اللقاء سيكون مثيرا وتنافسيا داخل الملعب وعلى المدرجات ومقاعد الاحتياط.
وعلى ذكر مقاعد الاحتياط يبرز اسم هلال الطويرقي كورقة مؤثرة على اداء الاتفاقيين. وقد دار بيننا حديث قبل اسبوع وقلت له ان الاتفاق يملك فريقا رائعا وهو من افضل فرق الدوري واخبرته بأنني بصدد الكتابة عن هذا الفريق لولا ان هناك من سيعتقد انني اكتب ذلك حتى يهدأ الاتفاقيون امام القادسية (يعني اخدرهم) بهذه الكتابة. وقد قاطعني (المتمرد) هلال الطويرقي وقال اكيد وانا اولهم. يعني انه سيكون اول من سيتهمني بذلك. وعليه قررت الا اكتب حتى وانا مقتنع بأن الاتفاق فريق رائع ومنظم، ومع ان تلك المكالمة انتهت بضحكات متبادلة الا انني سأتابع ابا خالد بعد اللقاء مع انه دائم الابتسامة حتى وقت الشدائد.
ولكم تحياتي،،،