لا أعرف كيف يستطيع البعض تناول ما يسمى "المثلوثة" وهو طبق نجدي يجمع عدة أصناف "متضاربة" الطعم في آن واحد, وكل هذه الأصناف كافية لإدخالك قسم الطوارئ على الفور إن لم تكن معتادا على هذا النوع من الأطباق الثقيل جدا, وهناك "القرصان" و "المطازيز" وغيرها من الأطباق الثقيلة جدا جدا على المعدة والتي جعلت السمنة تتمكن من الكثيرين من أفراد مجتمعنا , ولكن الأسوأ على الإطلاق أن يتناول البعض اللحوم كطبق "المفطح" في الصباح الباكر كإفطار لا غنى عنه!! بينما لا يتناوله الناس (المتحضرون) إلا في المناسبات.. إنه لأمر مضحك مبك, فأنا أضحك سخرية على المعدة التي استطاعت تحمل الطعام الدسم من الصباح بينما اعجز انا عن اكمال "توست" الجبن أو المربى عندما أضطر للإفطار، أضحك على هذه الشهية الغريبة. التي يتمتع بها الكثيرون هنا وأنزعج في نفس الوقت لانتشار السمنة والخمول بل والتبلد الذهني بسبب مثل هذه الأطباق التي أصبح لها مطاعم متخصصة (تحتل) كثيرا من المناطق حتى المنطقة الشرقية أصبحت تحفل بمثل هذه المطاعم التي تزيد من معدلات التخمة.. ولعل النساء هن أكثر من يقعن ضحية السمنة جراء هذه الأطباق غير الصحية وقد تنزعج المرأة بقوة إن قارنها زوجها أو أي شخص يهتم لأمرها بمذيعة رشيقة أو أي نجمة اخرى وأعتقد أن المقارنة التي يعقدها كثير من الرجال كتحفيز وتشجيع لزوجاتهم على تخفيف الوزن عمل لا جدوى منه في وجود أطباق كالمثلوثة والقرصان على موائدهم, والحل الوحيد لنسائنا ليس بالرياضة وتجربة وصفات طبية وشعبية فحسب بل باقتباس الجيد من نساء الدول المتقدمة كالطعام المفضل.. وليس آخر صيحات الموضة في الأزياء والماكياج, فعندما نأخذ من اليابانية أطباقها الصحية وعندما نأخذ من الأمريكية حبها للعمل والحركة وحيويتها بشكل عام نضمن الصحة والرشاقة حتما .. أخيرا.. يقال ان سر الصحة والعمر الطويل الذي تتمتع به المرأة اليابانية هو طعامها الصحي المتوازن بالإضافة لأسلوبها المثالي في العيش, وعندما نمعن النظر في قائمة المأكولات اليابانية نجد أن الطعام مسلوق غالبا إلى جانب كثرة الخضراوات غير المطهية جيدا حتى لا تفقد ما تحويه من الفيتامينات .. قد يظن احدكم من الوصف أن الطعام الياباني أشبه بطعام المرضى ولكنه لذيذ للغاية, والحمد لله أن ذوقي صعب خصوصا في الطعام وإلا لكنت اليوم أتناول ما يتناوله الآخرون كالمثلوثة.. ولكن .. الحمد لله على نعمه في كل الأحوال.