أفادت تقارير إعلامية أن الرئيس الامريكي جورج بوش يريد إرسال رواد فضاء أمريكيين إلى القمر مرة أخرى في إطار محاولته لتحسين صورته التي شوهتها الحرب قبل الانتخابات الامريكية التي من المقرر أن تجري العام القادم.
وأشارت التقارير إلى أن بوش قد يتقدم بهذا الاقتراح يوم 17 ديسمبر الحالي الذي يوافق الذكرى السنوية المائة على القيام بأول رحلة جوية على متن طائرة تعمل بمحرك في إطار سلسلة جديدة محتملة من البرامج من بينها محاربة أمراض الاطفال وتوفير التأمين الصحي لهم.
وتهدف هذه الجهود إلى تحسين صورة الرئيس الامريكي التي تدهورت بسبب عجز الميزانية الذي يصل إلى 500 مليار دولار وتفاقم المأزق العراقي قبل انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر/ عام 2004.
ونسبت صحيفة واشنطن بوست إلى مستشار مقرب من بوش لم تكشف عن هويته قوله إن البيت الابيض يسعى إلى إضفاء "أهمية كينيدي" على بوش.
وصنع مشروع القمر أمجاد الرئيس الامريكي الراحل جون إف.كينيدي الذي اقترح إرسال رواد فضاء إلى القمر قبل اغتياله في عام 1963. وترتبط فترة رئاسة كينيدي بهبوط أول رجل على سطح القمر أكثر من حرب فيتنام التي تسبب أيضا في اندلاعها.ولكن بعض العاملين في مجال الفضاء لا يعتقدون أن العودة إلى القمر هي فكرة جيدة.
وكتب رائد الفضاء السابق بز ألدرين في صحيفة نيويورك تايمز قائلا: اعتقد أن إرسال بعثة إلى القمر تبدو كمحاولة لاحياء أمجاد الماضي وليس تحقيق انتصارات جديدة.
ونسبت صحيفة يو.إس.إيه توداي إلى العالم الفيزيائي روبرت بارك من الجمعية الامريكية للفيزياء قوله: لقد وصلنا بالفعل إلى سطح القمر وانجزنا هذه المهمة.
ونفى البيت الابيض يوم الخميس وجود مثل هذه الخطط بعد ورود التقارير الاعلامية. ولكن هذه المسألة ظلت مطروحة في وسائل الاعلام الامريكية يوم الجمعة مما يدل على أن تلك الشائعات لها أساس من الصحة.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني ناقش إمكانية تنفيذ هذه الخطة مع أعضاء الكونجرس ممن لهم علاقة ببرنامج الفضاء. ونقلت الصحيفة عن العديد من المساعدين قولهم إنه يجري دراسة مشروع القمر.
واقترح بعض علماء الفضاء تحويل القمر إلى قاعدة فضائية ومنصة للانطلاق إلى المريخ.
ويعتزم العاملون في مشروعات الفضاء الاوروبية والامريكية إرسال مجسات آلية إلى المريخ في شهري كانون الاول"ديسمبر" وكانون الثاني"يناير".
وقال مسئول كبير بالادارة الامريكية لواشنطن بوست إن أقرب مساعدي بوش يبحثون عن مبادرات كبيرة من أجل تعزيز صورة الرئيس كزعيم حازم مثل مبادرة الايدز التي أعلنت هذا العام وتنص على تخصيص 15 مليار دولار لمكافحة المرض.
ونسبت الصحيفة إلى المسئول الامريكي قوله: إن العراق حدث كبير والايدز حدث كبير. والاعمال الكبيرة تسترعي اهتماما كبيرا.
ولكن قيود الميزانية ستكون هي أكبر عائق أمام تنفيذ أي مبادرات كبيرة العام القادم.
فقد انخفضت عائدات الحكومة بشكل حاد بسبب ركود الاقتصاد الامريكي منذ أواخر عام 2000.
وتبخر الفائض الفيدرالي الذي كان متوقعا عند نهاية فترة ولاية الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون بسبب تكاليف حرب العراق ومكافحة الارهاب فضلا عن الاستقطاعات الضريبية التي أعلنها بوش كما ظهر عجز الميزانية من جديد.
