مواقف رجال الدوريات الامنية في الشوارع مع المخالفين مشاهد تتكرر معنا جميعا وعادة ما نرى اصحاب الأبهة والسلطة والخيوط الرفيعة على السواعد في مقاعدهم وينادون على السائق المخالف، واذا اقتربت منهم تلحظ الوجوه المتجهمة العبوسة الغاضبة وطلب رخصة القيادة واستمارة السيارة بنبرة صوت رفيعة ولا ادري من اكسبهم هذه المهارة (الخاطئة) في التعامل مع السائق الكريم، سواء أكان مواطنا او وافدا.
لنسلم بأن السائق مخطىء من خلال مخالفته للوائح وانظمة المرور والقيادة ويستحق الجزاء، ويستطيع رجل الامن تنفيذها بابتسامة هادئة وكلام لطيف وجميل ويسبقها الترجل والاتجاه نحو السائق ومد يد المصافحة وباحترام متبادل يكون الحوار الهادىء ويبلغ المخالف بخطئه وأنا على يقين بأنه وبكل خجل سيستقبل السائق المخالفة برحابة صدر وسيؤثر هذا التعامل ايجابا عليه ولن يكررها مهما كان، كما ان على رجل الامن النظر الى المخالف بحسن نية، وان يقدر ظرفه حتى وان كان مراهقا وفي فترة طيش ويتعاظم اسلوب التعامل مع هذه الفئة التي تحتاج الى هدوء تام وتوجيه سليم غير ممل وعبارات حانية وانا اشدد على المصافحة، لان لها دورا كبيرا في ايجاد علاقة ود واحترام وسلام بين المتصافحين، كما ان لها دورا كبيرا في اسقاط السيئات من كل طرف وتعقبها ابتسامة وكلمة طيبة، وهذا وذاك يأسر القلوب قبل ان يسيىء للعقول و من النادر ان تمر على موقف مخالف وتجد الابتسامة بين رجل الامن والسائق،الا اذا كان قد استوقفه (صديقا عزيزا) يعطله عن اداء عمله، وفي شوارع فرعية حيث يكون اللقاء بعيدا عن رقابة المسؤولين الذين (يتعشمون) في ان يصل رجل الأمن الى هذا المستوى من الرقي في التعامل، وعلى العموم ليس ذلك الأمر مستحيلا ولكن يحتاج الى وقت.
