تعرفت على فكر الامير تركي بن خالد المشرف العام على المنتخب السعودي لكرة القدم عندما كنت مرافقا للمنتخب في الكويت اثناء البطولة العربية التي حققها منتخبنا الوطني. وتبنيت ذلك الفكر وعملت على ايصاله لكافة الرياضيين في المملكة عن طريق التلفزيون اثناء تعليقي على المباريات وعبر هذه الجريدة اثناء التغطية وبعدها. وكنت انقل مقتنعا لا مجاملا لان الامير تركي يعمل وفق خطط واضحة المعالم وبرامج دقيقة ومقنعه ولا يتخذ قراراته من ردات الافعال اوبناء عليها. وهو يلتزم بهذه الخطط مهما كانت النتائج, واجزم انه كان مستعدا لدعم فاندرليم حتى لو خسرنا تلك البطولة. ولانه يعمل بوضوح وشفافية فقد عمل لفترات طويلة على الالتقاء بقيادي وسائل الاعلام ليحيطهم بما يعمل ويخطط وليس ليملي عليهم ما يريد نشره, او بمعنى اخر يعتبرهم شركاء تهمهم مصلحة منتخب بلادهم كما تهمه شخصيا.
واتذكر انه قال لي في تلك البطولة انه لن يبقى في منصبه بعد تصفيات كأس العالم وقد نشرت هذا الكلام في حينه, واليوم يجدد نفس الكلام متجاوزا كل النتائج المحتملة في تلك التصفيات او في البطولات التي سيخوضها المنتخب من الان وحتى ذلك الموعد انه يتحدث بوضوح من انه جاء ليعمل ما يستطيع وعلى من يأتي بعده ان يكمل المشوار لا ان يبدأ من جديد وهذا تشريع جديد لم نتعوده حيث يأتي المسئول ليتجاهل كل ما قام به سلفه.
الامير تركي هادئ الطبع ذكي ومحب لوطنه وصادق مع نفسه ومع الاخرين, يعرف ان هناك من يختلف معه في هذه الخطط, ولكنه لم يدخل في يوم من الايام في ردود مع الاخرين, امامن وجه له النقد فقد ظل في مكانته لامكانه ولم يشأ ان يجعل من هذا المنصب مكانا للتسلق نحو الشهرة كما لم يجعله كرسيا مكهربا يؤدي من يريد الاقتراب منه.
لقد قال انه يبني منتخب الامل وان النتائج ليست معيارا لنجاحه او فشله انما المستقبل هو الحكم وهو الذي سيقول ان كانت خططه وافكاره صحيحة ام لا.. واذا كنت في تلك البطولة وبعدها قاتلت بقوة لايصال هذه الأفكار.
وخاصة ضرورة الانتظار وعدم الاستعجال بتحقيق النتائج الوقتية, فانني الان اتمنى واطلب من كل الرياضيين الا يعتبروا بطولة الخليج القادمة هي الفيصل بين النجاح والفشل فالتخطيط كان ولايزال لهدف محدد هو المونديال القادم والتصفيات التي تسبقه اما كأس الخليج فليست سوى محطة كالبطولة العربية فرحنا بتحقيقها ولم نكن لنحزن لو خسرناها.
ولكم تحياتي