DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حمد الباهلي

حمد الباهلي

حمد الباهلي
حمد الباهلي
أخبار متعلقة
 
يمكن القول بدون مبالغة ان بلادنا تعيش اليوم اكثر من أي وقت مضى تحت المجهر على المستوى الداخلي والاقليمي والعالمي. كذلك يمكن القول ان ثلاثة عناوين لهذا الاهتمام وهي الارهاب والاصلاح والعلاقة مع امريكا تمثل مادة موضوعية وليست مفتعلة بالرغم من تباين وجهات النظر حول صحة أسباب وآفاق تطور هذه العناوين ومدى تأثيرها على مجمل الاوضاع في بلادنا وما يمكن ان تجره من اخطار على مستقبل هذا البلد وابنائه. صحيح ان جدلية العلاقة بين عناصر الازمة تدفع الى الجزم بضخامة المشكلة من حيث عدم القدرة على معالجة كل عنصر على حدة، فمن المؤكد انه لايمكن الدخول في حلول لمشكلة الارهاب دون اخذ مشروع الاصلاح بعين الاعتبار مثلما لا يمكن الحديث عن اصلاح العلاقة مع امريكا دون التعاون في مجال مكافحة الارهاب، الا ان مثل هذه النظرة الشمولية الصائبة من حيث المبدأ قد لا تمثل اسلوبا ناجحا لمواجهة حالة القلق والتوجس الذي يعيشه الناس. لذلك لابد من تفكيك العوامل الخاصة بكل مشكلة على حدة لاستبعاد الاجزاء المتفجرة والملغومة لتأخذ المشكلة حجمها الطبيعي وتتبين المسارات السلمية لحلها وفق علاقاتها مع المشاكل الاخرى. هكذا تنفصل المشاكل عن بعضها لا لحلها فرادى بل لايجاد نسق عام يوضح امكانية تقدم المجتمع والدولة نحو المستقبل بدون مواجهات مضطربة او عنيفة. وفق هذا التصور لابد من رؤية واضحة للاسباب الداخلية لتفجر العنف والبحث عن الارضية السياسية والاجتماعية والفكرية عما يغذي هذا الاتجاه ويساعد على نموه. لابد من تحديد واضح ودقيق وشجاع لأسباب التطرف. كما لابد من صياغة تصور واضح وشجاع يستبدل التربة ومكوناتها بتربة اخرىلاتسمح بنمو هذا الفكر. الامكانية متوافرة بل وسهلة في هذا الاتجاه، ذلك لأن البنية النظرية للغلو والتطرف هي بنية هشة تقوم على تأويلات فردية لاتتفق مع ابسط واوضح نصوص القرآن الكريم والسنة. واذا كان الامر كذلك ـ وهو كذلك فعلا ـ حيث يقوم الاصلاحيون بكل تنوعات منطلقاتهم الفكرية والعقائدية ليس فقط بادانة واضحة للفكر الارهابي بل يجمع الكثيرون منهم على فهم متقارب هدفه التعايش السلمي واسلوبه الحوار المتكافئ من كل الأطراف. من هنا تبرز اهمية العلاقة الوثيقة بين مشكلة الارهاب ومشروع الاصلاح. مشروع الاصلاح نفسه كمشكلة الارهاب لابد ان يؤخذ هو الآخر حسب معطياته الداخلية وعلاقة هذه المعطيات بمعطيات الارهاب لصياغة مشروع متفق عليه من الجميع يجري على اساسه ووفق مؤشرات التطور العام. البحث في المشكلة الثالثة وهي العلاقة ليس فقط مع امريكا بل مع العالم اجمع دولا وشعوبا. ان اي محاولة احادية النظرة لحلول منفردة تحاول حل كل مشكلة على حدة وبدون ربط هذه المشكلة بالمشاكل الاخرى هي محاولة مآلها الفشل ولنا في تجاربنا المحلية وتجارب الآخرين وبخاصة جيراننا اوضح العبر. كما ان اي محاولة ابوية لحل كل المشاكل دفعة واحدة وبغض النظر عن حسن نية من يقول بذلك هي الاخرى محاولة ميئوس من فعاليتها ناهيك عن مصداقيتها. لابد من الاعتراف بان امكانية مادية هائلة متوافرة اليوم اكثر من أي وقت مضى لتفعيل رغبات الناس المتنامية في العيش بسلام والتفاعل مع العصر ومستجداته. لقد اطلقت الادارة السياسية العديد من المبادرات والمشاريع ليأخذ الناس نصيبهم في المسئولية تجاه واقع البلد ومستقبله. واذا كانت قنوات الانخراط في تحمل هذه المسئولية ليست واضحة المعالم بعد فان المسئولية الفردية في مثل هذه الظروف تلعب دورا محوريا في نشاط الناس المخلصين والصادقين خاصة ان النداءات للاصلاح تتوالى على ألسنة كافة المسئولين في الدولة والادارة السياسية. ان طريق اليأس لسوء الحظ قد يكون اوضح من طريق الامل لكن الاخطر هو طريق التيئيس خاصة ان تربة التيئيس ممتدة لسوء الحظ على امتداد الوطن العربي بأسره. ومع ذلك يبقى اصل الكون هو الامل وبخاصة عندما تصبح معالمه معترفا بها من المجتمع والدولة بغض النظر عن توازن القوى الذي كان ولايزال لمصلحة الدولة حتى في المستقبل المنظور. الحياة موقف والموقف بداية الفعل وهكذا تصرف كبار المصلحين الخالدين في ضمير البشرية جمعاء. ان الرغبة في الحصول على كل شيء قد تؤدي الى الحصول على لاشيء ورحم الله الحبيب بورقيبة الذي كان يردد في الترويج لتوجهاته السياسية الداخلية والخارجية شعار: خذ وطالب.