هنا في شبه الجزيرة العربية توجد حبيبتي.. وهنا في عتمة الصمت صنعت لي الكبرياء قميصا.. وهنا على هذه الأرض الطاهرة نبتت أقلامي الصغيرة.
أيها الحضور المغروس في الذات.. وياأيتها الرموز التي لا أجيد فك شفرتها ولا رسم ملامحها.. اشهد ياأرض الحرمين وقبلة المسلمين أنك بلاد لا تعرف طقوس الاحتضار.. وتتقن فن المجيء بلا اخطار.. أنت أوراقي المشتتة.. فلملميني ياحبيبتي السعودية واصنعي لي تاريخا يليق بمكانتي العالمية كسعودي.
يا بلادي النائمة المتيقظة كعروس في ليلة عرسها.. كم أتمنى ان أوقظك ياحبيبتي بقبلة أزرعها على جبينك الطاهر.. كم أتمنى ان تتمددي في ذاكرتي.. وأنحتك على جدران الذاكرة نقوشا فنية فانتشي منك البقاء.
ياسعودية.. اشتاقك.. اشتياق الزهر للحياة.. بحروف لا تستطيع ان تنسج كلمات.. وبلغات لا تعترف بالدبلجة او الترجمة.. برغبة التوحد مع الذات.. وبمقاييس لم تخلق بعد وربما يصعب ان يكون لها ميلاد.. ياذاكرتي التي أحملها.. وبقايا دهشتي.. ويادمعتي المفضوحة..
أسألك اللقاء؟.. فأنا أريد ان اختلس معك الزمن وأنصهر في بوقتك.. أريد ان أبني جسرا يوصلني إليك.. فحينها فقط سأولد من جديد.
حبيبتي البعيدة القريبة.
كيف أرسمك في لوحاتي.. وأنت أجمل ما خلق الله على الأرض.. او كما قيل (أنت ما مثلك في الدنيا بلد).. كيف أنساك.. وأنت الموسيقى المنبعثة من سعف النخيل ورمال الصحراء وخرير الخليج والبحر الأحمر.. تعلمت منك ياسعوديتي ان أرفع رأسي كشموخ الجبال وأن لا أرخي عنان فرسي.. وتعلمت ان تكون أفكاري عميقة كانخفاض أوديتك.. وتعلمت ان أخشع في محراب صمتك الذي يولد نشوة الروح.
حبيبتي السعودية
أنسجي لي ثوبا من الخلود.. ارتديه ساعة لقائك.. أنسجيه ولا تنسى النقوش التي تمثل حضارتك وانجازاتك التي يفخر بها الجميع.
حبيبتي.. ياأغلى الحبايب
استقبليني عند الشروق وعند غروب الشمس لأنني أردت دائما "أشهدي أيتها الشمس الخالدة ان حبي لها خالد كخلودك".. واستقبليني في كل خطوة خير وفي كل انجاز تحققينه.. ياأرض الآباء والأجداد.. والأبناء والأحفاد.. يابلادي.. يا المملكة العربية السعودية.
