ربما يكون لوسائل الاعلام المبثوثة في جهات العالم الاربع دور في ذلك.. وربما تكون ثورة الاتصالات، قد قربت الصورة الكريهة الى حدقاتنا المرعوبة.. لكن بالتأكيد فان العالم تغير نحو الاسوأ. اتحدث عن مشاهد التطرف في كل مناحي الحياة، وفي كل ربوع الكوكب الارضي، وعدا التطرف في البذخ، وفي الجوع.. في الغنى وفي الفقر، فان التطرف الثقافي ومنه السياسي يظل الاخطر على الانسانية في بداية هذا القرن المنذرة بالويل وبالثبور. فمن افغانستان، مرورا بأوروبا، وبكل القارات، وصولا الى الولايات المتحدة الاميركية، يعلو صوت التطرف، ويخفت صوت العقل الرصين.. احساس غريب ينتاب المرء وهو يتابع نشرات الاخبار، بأن العالم سينفجر غضبا، وحقدا سافرا.. وجريا وراء المصالح مثل جري الوحوش، وفي المقابل، يدفع ثمن تلك السياسات المتطرفة، ملايين من البسطاء الذين لا يفهمون شيئا مما يحدث، سوى ان العالم ركبه مس من الجنون.. وسوى ان لا حول ولا قوة لهم، سوى انتظار الاسوأ. لكن الذي يمنع امل انتظار ضوء في آخر النفق ان الادارة الحاكمة للدولة الضابطة لايقاع العالم، يغلب عليها التطرف، فلا تنتج سياساتها سوى تطرف مضاد ورقصة عناد جاهل، تستوي مع رقصات الموت الهستيرية! في بداية قرن وألفية جديدين.. ابتلي العالم بمرض جديد، سيفوق ضحاياه، ضحايا الايدز والسرطان وكل الآفات الطبيعية، انه "الايدز الفكري" الذي يشيع كلما زاد اتصال الناس ببعضهم البعض، وكلما ازدادت مساحة الكراهية ونكران الآخر. وفي هذا الجحيم يسبح الجميع بسعادة وهم القوة!
الوطن القطرية
