عند جرف سحيق.. وجد نفسه.. (لا يهم السبب.. لأن ذلك لن يغير الواقع..).
هو...
غرز أظافره في قلبها طلبا للنجاة...
داس بقدميه عليها خشية الوقوع..
وفي نفس الوقت التجأ لصدرها يضمه..، عندما خاف!!!
معلق بين السماء والأرض،
تعصف به رياح باردة.. فتثير ضحكات وقشعريرة.. لاتلبث ان تغمرها سحابات خوف تصحبها زخات بكاء...
هو بين السماء والارض..
ينظر الى الأعلى لينعم ببريق الأمل يتمثل في حبل نجاة يلقى... او يد تمتد لتنتشله من الهوة..
مشاعر تتبدل حالما ينظر للأسفل ليرى دوامة سوداء.. تمتصه.. تسحبه.. الى جوفها..
قوتها عظيمة تشله.. تسلبه التفكير.. تضعضع ارادته.. تريده ان يستسلم لها.. لتحطمه..
ولتسعد هي!!!
بالفعل استطاعت ان تحكم زمام الأمور..
يتأرجح بين السماء والأرض..
راح يفكر في كينونة الاحداث.. وكيف خلقت..
ليداعب تفكيره المروع وقلبه المفجوع..
لكن كل الخيوط تتشابك في متاهة تعود به لواقع يستحيل كسر بابه والنفاذ منه..
تخلت عنه الشمس بجفاء، وآثرت الرحيل.. وبدأ الليل يسكن المكان..
أخذ يتنفس بقوة.. بعنف.. يخرجها زفرات من فمه ليبعد شبح الخوف الليلي..
لكن الخوف غافله دخل قلبه مع شهقة متلكئة... فتربع
حاول نسيان خوفه.. يسامر نجوما.. وطير بوم!!!
لأن وقتها لا يشكل القبح والجمال فارقا..
يتراقص بين السماء والأرض..
تعب.. ففرحت.. استسلم.. فاستبشرت.. تنازل فهللت..
الدوامة تعد العدة لاستقبال الضيف الجديد..
اصوات مزمجرة وصفير رياح ونعيق غراب كانت جوقتها الموسيقية..
أفلت يديه.. وخلخل قدميه.. وأغلق عينيه.. فهوى
كان يشعر ببرودة الهواء فانتشى وابتسم.. وكأنه يتمتع بلحظاته الاخيرة.. هواء يتسلل الى شعره..
جسده.. قلبه حتى اثلجه.. فنسي الخوف حينها..
لماذا استسلم؟؟؟ هل لانه فضل عدم البقاء بين السماء والارض؟؟؟
"الطريق الى الهاوية.. قمة في السعادة والنشوى.. لكنها تبدأ بالخوف وتنتهي بالألم".
مها عبدالله الحربي ـ المدينة المنورة
@ @ من المحرر:
ـ (مها) تمتلك قدرات جيدة وأسلوبا متمكنا وموهبة في السرد والتقاط المشهد.. بقي توظيف كل ذلك بشكل أمثل.