ضمن فعاليات معرض القاهرة العشرين لكتب الاطفال ألقى د. محمد عبدالرحمن الربيع رئيس النادي الأدبي بالرياض محاضرة عن واقع ثقافة الطفل بالمملكة.
اكد فيها على ان المطروح من الانتاج الثقافي في العالم العربي والاسلامي يدل على اننا مازلنا في بداية الطريق. اذ ان ما تم تخصيصه من مراكز تهم الطفل مازالت دون المستوى.. واقل من طموحاتنا وامكاناتنا.. وهذا الواقع لا ينفي ان هناك بالفعل محاولات ولكنها مازالت دون مستوى الطموح. وبسؤاله.. عن اهم اسباب تدني المستوى المطروح لثقافة الطفل في العالم العربي والاسلامي.. اكد سعادته ان هناك عددا من الاسباب يمكن حصرها.. في الاجابة عن عدد من التساؤلات وهي :
كيف نكتب للاطفال؟ ومن الذي يكتب للطفل؟ وبماذا استعدينا للكتابة للطفل؟ ومن هو الجمهور القارئ لكتب الاطفال؟ وهل يتناسب محتوى ما يقدم للطفل مع ثقافته؟ وللاجابة عن هذه التساؤلات نجد اننا مازلنا نعاني من عدم التزام من يتصدى للكتابة للاطفال.. بالمراجع والقواميس المعدة خصيصا لهم.
وقد اجريت بالفعل دراسة على بعض تلك القصص.. واكتشفت انها بالفعل فوق مستوى الطفل لذا نطالب كل من يتصدى للكتابة للطفل بأن يكتب ما هو في مستوى الطفل.. كناحية علمية دقيقة.. مشيرا الى ان طبيعة الطفل اليوم تختلف كل الاختلاف مع طفل الامس.
كما نادى.. كل من يتصدى للكتابة للاطفال.. بفتح المجال الاكبر للحوار مع الطفل نفسه لفهم كل ما يجول بخاطره. وعن مكتبات الاطفال.. في المملكة.. اكد الربيع ان بداية الاهتمام بالمكتبات كان منصبا على الكبار فقط ثم تخصيص ركن خاص بالاطفال.. وعندما تمت دراسة هذه التجربة.. ثبت عدم ملاءمتها لاحتياجات الطفل وبالتالي.. تم الاهتمام بتخصيص مكتبات خاصة للاطفال تتناسب من حيث ديكور المكتبة ونوعية الكتب اذ لدينا في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.. قسم للاطفال اذ بالداخل عناية.. وترتيبات خاصة.. وهناك فرق بين ان نوفر قسماً خاصاً للاطفال وبين مكتبة خاصة لهم.. وكذلك في مركز الملك فيصل قسم للاطفال..
واشار الربيع الى ان قضية مكتبات الاطفال اصبحت تخصصا فرعيا من علوم المكتبات.
وعن احدث مشاريع القراءة في المملكة اكد ان هناك مشروع قوميا للقراءة برعاية الامير عبدالله حيث اسند هذا المشروع لمكتبة الملك عبدالعزيز حيث ان من احدث المشروعات افتتاح مكتبة الامير فيصل بن فهد.. للاسرة والطفل تم افتتاحها في الاحياء المختلفة.. والمكتبات المتنقلة حيث سيتم تخصيص حديقة (النوطة) كمقر للمكتبة المتنقلة.. وعن البرامج الاعلامية الاذاعية والتليفزيونية.. وهل هو مناسب ام لا..؟ قال الربيع : ان هناك اجتهادات جيدة وان الرئاسة العامة لرعاية الشباب لها انتاج جيد وهناك اهتمام بمسرح الطفل.
وعن اهم السمات الخاصة بمجلات الاطفال في المملكة اكد سعادته.. ان هناك كما لا بأس به من مجلات الاطفال في المملكة ولعل آخر ما تم طرحه من دراسات هو دراسات الدكتور بهجت.. الذي كتب عن الدور التربوي لمجلات الاطفال حيث تم طرح دراسة تقييم لمجلات الاطفال في الخليج.. واكدت تلك الدراسة.. حقائق هامة منها : اهتمام المجلات بالرسوم والصور واغفالها لقوالب اخرى، تنظيم المواد المنشورة ، وبالنسبة لقضية المحتوى.. نادى بأن تخرج المجلة عن مجرد التسليم.. وان تعمل على ان نزرع القيم الشرعية في نفسية وثقافة الطفل، ضرورة الاهتمام بكل القوالب التي تهتم بصحافة الاطفال، الاهتمام بأن تكون المادة التحريرية لها اهداف متصلة بالتربية والتعليم، الاهتمام بتدريب كوادر صحفية، الاهتمام بوضع استراتيجية عامة لثقافة الطفل وخلاصتها تتم لدينا مجلات خاصة بالاطفال والسؤال هو.. هل هي تكفي احتياجات الطفل.. مجيبا انه على اهميتها الا انها غير كافية خاصة مع نقص بعض الامور التي اوصت بها الدراسة.
وعن اهم ما يطمح اليه في الفترة المستقبلية.. فيما يخص.. ثقافة وأدب الاطفال قال الربيع : ان استشراف المستقبل.. عادة ما يطرح تساؤلا.. عن المستقبل لابد من ان تدرس الحاضر اولا لتصحح مساره ثم يوضع بعد ذلك خطط واستراتيجية للتطبيق لذا لابد من تحديد اهداف لما نسعى اليه.. ومن ضمنها التأكيد على حقيقة ان الطفل هو مستقبل الامة وبالتالي ما نزرعه لهؤلاء الاطفال.. سيتطور معهم.. وبالتالي عند تسلمهم للمسئولية.. سوف نحصد ما زرعنا.. عند تحليل كتب الاطفال ينبغي العناية باستلهام التراث.. بدلا من الاستغراق فيه او الانقطاع عنه.
@ الاهتمام بالثقافة العلمية.. مقابل ثقافة الوهم لاننا في عصر العلم.. والمعرفة الحقيقية والتي هي في متناول الجميع.
@ لابد من مواجهة مشكلة.. العنف لدى الاطفال، فالكثير مما يقدم لاطفالنا وللاسف الشديد يغذي معاني العنف لدى الاطفال علينا ان نربي فيهم ثقافة الحب والاحترام وتقدير الآخرين والبعد عن ثقافة (الكابوي)..
لابد وان نربي في اطفالنا ثقافة الحوار بدلا من ثقافة الاوامر.. والتلقين.. ونخلق لديهم روح النقاش والحوار.. وهنا دائما توازنات لابد من مراعاتها.. لابد وان نغرس فيهم روح معرفة الاشياء. كما يجب التركيز على تنمية ثقافة السؤال اذ ان المعرفة هي مجموعة اسئلة وتساؤلات فاذا تعود الطفل على البدء بالتساؤل بأن الامر سيساهم في تنمية فكرة وتعويده على التعامل مع الآخرين كاطراف حوار وليس طرفا واحدا وتنمية مفهوم ثقافة القرية الكونية بدلا من المجتمع المغلق.. او المعزول.. اذ لابد وان نهتم بهذه النقطة ولكن لا يعني هذا التخلي ابدا.. عن الخصوصيات اذ ان هذه الخصائص جزء من الطبيعة البشرية فهناك امور موروثة ودينية.. لانطالب بالتخلي عنها بأي صورة من الصور.