ارسلت لي احدى القريبات رسالة هاتفية تحمل بيتين من الشعر الشعبي تظهر اللوعة والمسرة التي اصابت قلوب بعضهم على منظر صدام حسين وهو في قبضة الامريكيين.. فكتبت لها (شعب عاطفي خيخة) وقد تابعت كغيري ردود افعال العرب والعراقيين على هذا الحدث ووجدت ان البعض نسي كل جرائم صدام امام لحظة بدا فيها منكسرا ذليلا وان كنت في الحقيقة لم ار هذه النظرة فقد كانت نظرته تفضح شراسته السابقة حتى وان حملت شيئا من معاني الاستسلام وقد استغرب البعض كيف انه لم يطلق النار على نفسه ليمنع الشامتين من الشماتة ويقضي على حلم الراغبين في الانتقام منه لآلاف القتلى ومئات آلاف العراقيين المهاجرين ومثلهم في داخل العراق الذين عاشوا حياة الرعب والجوع والذل على أرضهم.
وقد رأينا على شاشات التلفاز بعض الذين يستنكرون بأسى بالغ ذلك الموقف المهين لصدام وهم كما قلت نسوا جرائم صدام وتوقفوا عند حلمهم القديم الذي كانوا يحلمون به وهو ان يكون صدام هو صلاح الدين الجديد ولكنه لم يكن بل كان سفاحا جديدا جبن من ان يطلق النار على نفسه بعد ان اطلقها على غيره طوال تاريخه الاسود والذين حزنوا على صدام تذكروا سطوته وروح التحدي التي واجه فيها صدام أمريكا والعالم أجمع في كل حروبه غير المعلنة ضد شعبه في الداخل وحروبه المعلنة على غيرهم على الرغم من ان تلك السطوة والتحدي المجنون جر على العالم كله ويلات وويلات لا ندري متى ستنتهي وكيف ولكننا نأمل الا نتسرع في الاحكام والتكهنات التي لا طائل منها حول وضع العراق بعد صدام خاصة عندما يعتبر البعض ان حركة المقاومة الداخلية العراقية كانت بقيادته وهذا مستبعد.. لانها استمرت بعد القبض عليه.. وراح ضحيتها 11 عراقيا وامريكي واحد وكأن العراقيين يقتلون انفسهم ليقولوا نحن نقاوم.. ماذا بقي اذا للمقاومة العاقلة ذات التخطيط والتنظيم التي يزول بها كابوس صدام ويرحل الكابوس الامريكي. فعلى العراقيين ان يتمسكوا بالعراق وان يبدأوا مرحلة جديدة يكون كل واحد فيها للعراق، للامن، للتعليم، للخبز. بعيدا عن اراقة دماء الابرياء فقد شربت الارض العراقية منها الكثير وابتلعت من اجساد ابنائها الكثير ولهذا نتمنى ان تكون المقاومة اكثر عقلانية واكثر جدية في البناء، بناء انسان عراقي جديد. ولا تجعلوا النواح على صدام ينسيكم العراق.
