يمكن القول: ان الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة التي افتتحت مساء يوم امس الاول تعد نقطة تحول هامة للبحث في الشأن العربي العام لاسيما ان الدعوة الى الاصلاح تهم الأقطار العربية جميعها نظير ما تعانيه من أزمات واحباطات طيلة العقدين المنصرمين، فالاحداث الحالية فرضت نفسها بإلحاح في هذه التظاهرة، فكان من الطبيعي الاهتمام بشؤون تهم المنطقة بأسرها تظاهرة الارهاب وعوامل العدل في الاسلام والكيفيات التي يمكن بها تصحيح الصور المشوهة في الغرب عن الاسلام، وتلك محاور طرحت ضمن فعاليات المهرجان، وكان لابد من طرحها كركائز يمكن تداول الافكار حولها، وعلى العموم فان هذه التظاهرة الثقافية الكبرى تمكنت بنجاحاتها المتعاقبة من بسط العديد من المحاور العربية والاسلامية التي يمكن تداولها على نطاق عالمي لا اقليمي، وهذا بدوره سيؤدي على الأمدين القريب والبعيد وفقا لتلاقح الافكار بين المفكرين في الداخل والخارج الى الخروج بصورة اكثر جدية وفعالية للبحث في العديد من الهموم الفكرية والاجتماعية التي تهم الانسان في كل مكان، والأمة العربية واحدة من الامم التي هي في أمس الحاجة لمعالجة أزماتها الحالية بروح منسجمة مع تطلعات العالم الى افكارهم وتطلعاتها واستشراف مستقبلها. والشرفاء في هذه الدنيا واعون تماما لحقوق هذه الامة وقضاياها العادلة، وبالتالي فان هذه التظاهرة مناسبة وجيدة لعرض تلك القضايا بكل وضوح أمام المفكرين الوافدين للمشاركة في هذه التظاهرة الكبرى، وبالتالي يمكن القول: ان اولئك المشاركين في المهرجان بامكانهم ان ينقلوا طموحات العربي المشروعة لاصلاح بيتهم من الداخل الى شعوبهم، وهو نقل لا حرج منه بحكم ان هموم المجتمعات البشرية في كل مكان صالحة للتداول والنقاش على أوسع نطاق.