لنفترض ان (مصدري) الاموال السعوديين سحبوا 200 مليار دولار من الولايات المتحدة الامريكية، تمثل جزءا من الاستثمارات السعودية هناك، ولنفترض جدلا ان سحب ذلك المبلغ الكبير من الممكن ان يتم بيسر وسهولة (وسرعة) فأين ذهبت تلك المبالغ والى اين توجهت؟
اعتقد ان الرقم مبالغ فيه كثيرا، ولايقرب بأي حال من الاحوال من الرقم الحقيقي، كما اعتقد ان الهدف الرئيسي لتضخيمه يكمن في اتاحة الفرصة لاصحاب التقارير المشبوهة في واشنطن لزيادة نار الحملة الشعواء التي تشن على السعودية ، على الرغم من ان ظاهره يبدو لصالحها، كونه يؤثر (وان كان بشكل يسير) على الاقتصاد الامريكي.
اتمنى ان يصبح هذا الرقم صحيحا، وآمل ان تسحب الارصدة المالية التابعة لرجال اعمال سعوديين من البنوك الامريكية وغيرها، وان تسيل الاستثمارات في شركاتها، وان تعود للوطن فهو الاحق بها، وعندما اطالب بذلك فانها ليست المرة الاولى، ولست الوحيد الذي يفعل ولست الاول، فلقد عقدت الندوات والمؤتمرات المتتالية في الاعوام السابقة لحث رجال الاعمال الذين يكسبون الكثير من داخل الوطن، ويرضون (احيانا) بالقليل خارجه، عندما يهجرون اموالهم للخارج، الا ان تلك الدعوات لم تجد آذانا صاغية، ولم يتحرك اولئك المستثمرون (في فوائد البنوك فقط)، بشكل جدي، بل ان البعض منهم يدعو لعودة رؤوس الاموال المهاجرة خلال الندوات والمؤتمرات في الوقت الذي (يهرب) امواله للخارج خلسة كما يفعل (المهربون).
واذا كانت هناك سحوبات حقيقية لاموال سعودية في امريكا فان سببها يكمن في الخوف جراء التقارير المأجورة التي طالبت بحجز رؤوس الاموال السعودية في البنوك والاستثمارات الامريكية، وليس بدافع وطني.. التفكير في الوطن ومصالحه لا اعتقده شيئا هاما في افعال البعض عكس اقوالهم.
الامر الذي استغربته حقيقة ان البعض صدق ان هناك سحوبات بمئات المليارات من امريكا، واعتقد انها تتوجه للسعودية فحمل هم توظيفها داخل البلاد واخذ يقترح المجالات الاستثمارية الملائمة لذلك!
في حين كانت نظريات البعض الآخر تتركز على توجيه النصح لمصدري اموال البلاد بالاستثمار في دول عربية واسلامية لاستغلال فرص استثمارية متميزة ، ولدعم اقتصاديات تلك الدول.
امر عجيب ويدعو للغرابة صدقت الكذبة اولا، وبنيت على اساسها الخطط ثانيا، ودعي من كانوا ينتقدون لعدم استثمارهم في السعودية للاستمرار في طريقهم ثالثا!!
العالم يغلي واقتصادياته مرتبطة بامريكا.. تضرب اولا تضرب بحجز اولا تحجز، تغصب ام ترضي، واصبحت الامور غير واضحة المعالم، الا ان الوطن للجميع، وهو القادر على احتضان رؤوس الاموال السعودية لامان اكثر ومردود استثماري افضل.
