أشعر شعورا عفويا لا علاقة له بالشعر أو الشطح بأن الماء له مثيل حالاتنا: فهو يضحك ويبكي ويتفاءل ويتشاءم، ويكره ويعشق، ويرضى ويغضب.
الماء خلق ليهب الحياة. ولكنه حين يقوم بوظيفته تلك، يمر بكل تلك الحالات:
إنه يهب الحياة للأشجار، فتثمر، وعندئذ يضحك. ولكنه يهب الحياة للحنظل ولأنواع أخرى مميتة من النبات.
يهب الحياة للمصلحين الذين نذروا أنفسهم لسعادة الناس، ويهب الحياة للطغاة والذئاب والأفاعي. فيضحك للأولى ويبكي للثانية.
الفاجع هو الماء عندما يغضب:
إن غضبه لا يتوجه إلى السراق والمترفين، بل يتوجه إلى الناس البسطاء والفلاحين المعدمين. حين تفيض الأنهار، ويغضب الماء لا نراه يفكر، بل يصبح وحشا.
ولكن الماء يبقى ماء (وجعلنا من الماء كل شيء حي).