انظر لدورات الخليج على أنها البيت الكبير الذي تجتمع فيه كل الاسرة، وتحتفل بعودة عيدها. وهو احساس يشدني لعشرات السنين عندما انطلقت أول بطولة تجمع بعض دول الخليج لا كلها، حينها كنت طفلا أتابع مبارياتها عبر صوت معلق الخليج الأول خالد الحربان الذي تعلمت منه كل شيء وقال عني انني امتداد له ولمدرسته.. ولا أعرف لماذا أحن لصوت الحربان رغم أنه لا يحمل في نفسي مع دورات الخليج إلا انتصارات الكويت وخسارة منتخبنا الوطني للبطولة تلو الأخرى!!.. أذكر أنني قابلته أول مرة في البحرين وأنا صغير السن أنظر اليه على أنه نعمة من السماء للتعليق الخليجي والعربي.. ثم كبرنا ودخلت عالم التعليق وذهبنا معا الى كأس العالم بإيطاليا كفريق نمثل اتحاد الاذاعات العربية وتغيرت الأمور وتحققت انجازات الكرة السعودية وأنا اعلق واحسد نفسي ان الوطن قد اختارني ليبقى صوتي مع هذه الانجازات كما بقي صوت الحربان مع انجازات الكويت.. ثم كدنا نلتقي من جديد عندما اختارتنا شبكة اوربت عند تأسيسها لنكون معلقين محترفين لأول مرة لولا ان ظروفي العائلية والعملية وقفت دون ذلك فاستمر حتى الآن واخترت الطريق البديل.
والحقيقة انني لا أعرف لماذا جرني الحربان وأنا أكتب عن دورات الخليج، لكن من ذا الذي يتحدث عن هذه الدورة ولا يذكر شخصا بحجم الحربان وتاريخه ونجوميته.
وعلى كل تغيرت أحوال هذه الدورة وبعد أن كنا نجلس حول الاذاعة لنسمع ما يقوله الحربان أصح المشاهد يختار من يختار من المعلقين أو المحطات الفضائية التي تزيد من حيرة المشاهد باستضافتها عددا من المحللين والنقاد يتنافسون ليقدموا عصارة خبرتهم لاستقطاب مزيد من المشاهدين. ويكفي ان نلقي الضوء على البعثات الاعلامية المرافقة لكل بعثة ناهيك عن وكالات الانباء التي ترصد كل صغيرة وكبيرة لنعرف اهمية هذه الدورة على المستويين الخليجي والعربي.
وأخيرا وليس آخرا أقول نختلف معا كخليجيين في مواقف ونتفق في اخرى وهذه سنة الحياة، لكننا دائما وجميعا متفقون على أهمية دورة الخليج ونحن اليها كما لوكانت بيتنا الكبير الذي نحتمي فيه من قسوة الزمان ووحشة التغيرات.
ولكم تحياتي.