وماذا بعد.. ما الذي يعنيه وقوع صدام حسين في الأسر بالنسبة للعراقيين وبالنسبة للأمريكيين .. بل وما تأثير ذلك حتى على أسعار الشاي في الصين ؟ها قد خرج المحللون من جحورهم في واشنطن وفي كل مكان ليبدأوا في نسخ شباكهم التحليلية المعقدة .
ومن المدهش حقا أن يكون لدى الجميع ذلك الكم الكبير من التعليقات والتوضيحات .
و مع حلول الساعة ال9 صباح يوم الأحد قبل الماضي كانت كل شبكات الأخبار محليا وعالميا لديها لجان من المتخصصين لتوضيح هذا الحدث الرائع وبعيدا عن عقول الخبراء والمتخصصين استطاع حتى البسطاء معرفة حقيقة ما قد يحمله المستقبل .
كان هناك بعض الاختلاف في الآراء .. فالخبراء الذين كانوا يحملون شكوكا ضد الحرب على العراق ويرون أنها مكان سيئ ومظلم تخوض فيه أمريكا والرئيس بوش - رأى هؤلاء أن العالم قد تجاوز حقيقة صدام حسين .. ولكنهم أكدوا أن المقاومة ستشتعل أكثر وتزيد لكن الخبراء الذين أيدوا الحرب كانوا أكثر تفاؤلا .
ومن الواضح أن قياسات تأثير هذا الحدث واستطلاعات الرأي التي أخذت مبكرة من الأمريكيين لم تساعد في التوصل لحقيقة ردود الأفعال إلا أن أسر صدام حسين وضع الرئيس الأمريكي بوش في موقف أكثر إيجابية .. إن الأمر كله سيتم تناوله في التغطيات الصحفية لأسابيع وربما لشهور قادمة .. ولا يستطيع أي أحد ان يعرف أي نمط ستأخذه مجريات الأمور .
وهل سيتعاون صدام حسين في التحقيقات ام لا .. إن صدام حسين نفسه لا يعرف إن القبض على صدام حسين هو لحظة كبيرة من العدالة المحسومة للعالم كله ما عدا مؤيدي صدام من رجاله .
الحقيقة إن هذا القاتل السفاح مرتكب المجازر الجماعية سيواجه نتائج أعماله في محكمة تجعلنا ندرك أنه ليس العالم كله ظالما .
يجب آلا نخفق في تقدير هذه الحقيقة في عالم يمتلئ كل يوم بالدليل على الوحشية والشر .. إن فكرة العدالة التامة يمكن أن تكون قوية جدا فنحن في النهاية بشر .
إن المفكرين يؤمنون بأهمية الأفكار .. لقد سقط الاتحاد السوفيتي بكل أسلحته النووية ودباباته وملايين الجنود من جيشه أنهار وسقط عندما ظهرت وتأكدت فكرة أن هذا النظام لا يمكن أن يستمر لأنه غير قادر على المنافسة والفكرة المفيدة الأخرى التي قدمها وقوع صدام حسين في الأسر هي ان أمريكا لا يمكن ان تتوقف واننا بفكرنا الصادق واصرارنا المنظم سنجد كل الأعداء في النهاية ونحقق كل الأهداف ان اكتشاف صدام حسين في مخبأه وسط أرض واسعه لا يمكن أن يعبر عن شيء أكثر من أن هذه هي الحقيقة المتشائمة التي تواجه أعداءنا .
واخيرا فإن أسر صدام حسين يكشف للعالم كيف أن أمريكا مزيج قوي من نموذج العدالة الإنسانية والحزم . واشنطن تايمز